وداعًا لطفي لبيب.. مسيرة فنية باقية في وجدان الجمهور (فيديو)
توفي اليوم الفنان المصري الكبير لطفي لبيب عن عمر يناهز 74 عامًا، وذلك بعد معاناة استمرت لسنوات مع المرض.
وكان لطفي لبيب قد واجه أزمات صحية متكررة خلال العقد الأخير، أثّرت بشكل كبير على نشاطه الفني، وأجبرته على تقليص مشاركاته التمثيلية تدريجيًا، رغم حرصه على الظهور في بعض الأعمال حتى مع اشتداد المرض.
وقد أكدت عائلته وأصدقاؤه أن الفنان الراحل كان واعيًا بحالته الصحية خلال أيامه الأخيرة، لكنه ظل متماسكًا نفسيًا حتى لحظة وفاته.
مسيرة لطفي لبيب الفنية
لطفي لبيب هو واحد من أبرز الفنانين الذين أثْروا الساحة الفنية المصرية بأعمالهم المتنوعة، سواء في السينما أو المسرح أو التلفزيون. وُلد في عام 1951، وبدأ حياته الأكاديمية بدراسة الفلسفة في كلية الآداب، قبل أن يتجه إلى التمثيل، ويلتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، ليبدأ بعدها مسيرة طويلة امتدت لعقود. شارك في أكثر من 100 فيلم سينمائي، وقرابة 30 عملًا دراميًا، إلى جانب أعمال مسرحية عديدة. وتميّز بأداء شخصيات ذات طابع إنساني وعفوي، غالبًا ما مزجت بين الكوميديا والبعد الاجتماعي، ما جعله حاضرًا بقوة في ذاكرة الجمهور.
من أبرز أدواره الشهيرة كانت شخصية السفير الإسرائيلي في فيلم "السفارة في العمارة" إلى جانب الفنان عادل إمام، حيث قدّم أداءً لافتًا ترك انطباعًا قويًا لدى المشاهدين. كما شارك في عدد من المسلسلات الرمضانية الناجحة، من بينها "صاحب السعادة"، و"عفاريت عدلي علام"، والتي أضاف من خلالها حضورًا خاصًا لشخصياته، سواء كانت جادة أو ساخرة.
اقرأ أيضًا: بعد وفاة أوزي أوزبورن.. كيف عبّرت ابنته كيلي عن حزنها العميق؟
أعمال لطفي لبيب الأخيرة
بعيدًا عن التمثيل، خاض لطفي لبيب تجربة الكتابة، حيث ألّف سيناريو "الكتيبة 26"، الذي استند فيه إلى تجربته كمجند خلال حرب أكتوبر 1973، وقدّم فيه تصورًا دراميًا عن وقائع الحرب والبطولات الجماعية التي شهدها على أرض الواقع. وكان هذا العمل محاولة لتوثيق جانب مهم من التاريخ المصري من خلال عين فنية صادقة.
آخر ظهور سينمائي للراحل كان في فيلم "أنا وابن خالتي"، الذي صوّره رغم معاناته الجسدية، وتمكّن من استكماله قبل أن يبتعد عن الساحة الفنية بشكل شبه نهائي. وقد حظي العمل بتقدير نقدي إيجابي، واعتُبر رسالة وداع فنية من فنان واجه المرض بثبات، وواصل العطاء حتى الرمق الأخير.
برحيله، يُطوى فصل من فصول الفن المصري الذي لطالما منح مساحة للوجوه الصادقة والمتميزة في أدائها، ويظل اسم لطفي لبيب محفورًا في ذاكرة أجيال من المشاهدين، ممن أحبّوا حضوره البسيط والمؤثر، وصوته الهادئ الذي جسّد به شخصيات لا تُنسى.
