لماذا يفضل مارك كوبان البريد الإلكتروني عن اجتماعات العمل؟
في زمن تهيمن فيه الاجتماعات المطولة على حياة رجال الأعمال، يكسر مارك كوبان Mark Cuban، المستثمر والملياردير الأميركي المعروف، هذه القاعدة تمامًا.
ففي مقابلة حديثة مع Business Insider، وصف روتينه اليومي بـ"الممل"، إذ يقضيه في قراءة ما بين 700 إلى 1000 رسالة بريد إلكتروني عبر ثلاثة هواتف ذكية، اثنين منها بنظام Android والثالث iPhone.
لا يترك كوبان هذه المهمة لمساعدين أو سكرتارية، بل يُصرّ على التعامل معها بنفسه، مؤكدًا أن تفويض إدارة البريد الإلكتروني "يُبطئ العمل".
فبالنسبة له، لا شيء يعادل فاعلية الرسائل الإلكترونية في تحقيق الإنتاجية والسرعة.
يبدأ كوبان يومه بقهوة خالية من الكافيين وقطعة بسكويت، يتبعها تمرين صباحي، ثم يأخذ ابنته إلى المدرسة.
بعد ذلك، يبدأ التمرين الثاني: قراءة الرسائل والرد عليها. وبين فواصل قصيرة لـ"زووم" وبعض التمارين الرياضية، يعود مرارًا إلى صندوق بريده ليُنهي يومه على الوتيرة ذاتها.
يُعلّق قائلًا: "أفضل التعامل مع آلاف الرسائل بدلًا من الجلوس في اجتماعات مملة وطويلة".
لماذا يفضل مارك كوبان البريد الإلكتروني؟
بالنسبة لكوبان، البريد الإلكتروني ليس مجرد وسيلة تواصل بل أداة استراتيجية تمنحه تحكمًا كاملاً في وقته. ما يُميّزه بالنسبة له هو طبيعته غير المتزامنة، ما يسمح له بإجراء صفقات، ومتابعة العمل، والتواصل مع الموظفين من أي مكان في العالم وضمن جدوله الخاص. ويؤكد: "أفضل البريد الإلكتروني لأنه يترك لي حرية الرد متى وكيفما أريد، ويمنحني نتائج أفضل من أي اجتماع يمكن أن يُعقد".
حتى عندما يُضطر إلى إجراء محادثات مباشرة، فإنه يُبقيها قصيرة وفعالة، مفضلًا الكتابة المنظمة على النقاشات المطوّلة.
يوضح كوبان أن الاجتماعات غالبًا ما تكون مجرد وسيلة لإرضاء الأنا، بينما توفر الرسائل الإلكترونية مستوى من الشفافية والوضوح لا يتوافر في أي وسيلة أخرى. وبفضل هذا النهج، حافظ كوبان على نهج عملي وعالي الكفاءة سمح له بإدارة استثماراته وشركاته من دون ازدحام زمني أو فوضى تنظيمية.
أرشيف مارك كوبان الإلكتروني
يعود ارتباط مارك كوبان بالبريد الإلكتروني إلى أوائل ثمانينيات القرن العشرين، حين بدأ استخدام منصة CompuServe التي اشترت لاحقًا شركته MicroSolutions مقابل 6 مليارات دولار.
ومنذ ذلك الوقت، لم يتوقف عن استخدام البريد الإلكتروني كأداة رئيسية في عمله، بل ما يزال يحتفظ بمجلدات ومراسلات تعود لتلك الفترة، مُعتبرًا إياها كنزًا تنظيميًا يساعده على تتبع المسارات المهنية والقرارات التجارية على مر السنوات.
اقرأ أيضاً أفضل من الذهب.. الملياردير مارك كوبان ينصح بهذا الأصل للاستثمار
ويقول كوبان إنه يحتفظ بهذا الأرشيف "لأسباب استراتيجية"، إذ يسمح له باسترجاع أي تواصل، ومراجعة مراحل اتخاذ القرار، والتوثيق الكامل لأي صفقة أو اتفاق سابق.
وهذا الجانب، وفقًا له، هو ما يجعل البريد الإلكتروني لا يُقدّر بثمن، لا كأداة تواصل فحسب، بل كذاكرة رقمية متكاملة تعزز من قوة رجل الأعمال في عالم مليء بالتغيّر والمنافسة.
