دراسة: مشاهدة الآخرين أثناء الأكل تثير شهيتك وتزيد من الإفراط في الطعام
كشفت دراسة أولية تم عرضها في مؤتمر ENDO 2025 للجمعية الأمريكية للغدد الصماء، أن مجرد مشاهدة الآخرين يتناولون طعامًا لذيذًا قد يدفع الأفراد للإفراط في تناول الطعام، حتى لو لم يكونوا جائعين. وقد أجريت هذه الدراسة في مختبر د. يونغ شو، أستاذ علوم الأساس ومدير مشارك في مركز أبحاث التغذية للأطفال، في كلية بايلور للطب في هيوستن، تكساس.
اقرأ أيضًا: كل ما تريد معرفته عن اضطراب الأكل القهري
وقال د. يونغ شو، "تفتح هذه الدراسة المجال لتطوير علاجات تستهدف نظام المكافأة في الدماغ للمساعدة في منع أو تقليل الإفراط في تناول الطعام. كما تدعم الجهود الصحية العامة التي تهدف إلى الحد من تأثير الإشارات البصرية للطعام في وسائل الإعلام والإعدادات الاجتماعية، مما قد يساعد الأشخاص على إدارة وزنهم وعاداتهم الغذائية بشكل أفضل."
في الدراسة، تم تقسيم 14 فأرًا إلى مجموعتين. مجموعة A تم تغذيتها أو صيامها طوال الليل قبل التجربة، في حين كانت مجموعة B دائمًا تتغذى قبل التجربة. تم وضع الفئران في مناطق منفصلة لكن قريبة لمراقبة بعضها البعض بدون اتصال جسدي. قام الباحثون بقياس كمية الطعام الذي تناوله الفئران كل ساعة لمدة أربع ساعات عبر أيام اختبار مختلفة، باستخدام أنواع طعام مختلفة مثل الطعام العادي، والأطعمة عالية الدهون، ووجبات تحتوي على السكروز.
وفي تجربة متابعة، تم حقن مجموعة B إما بمحلول ملحي بتركيز 9%، أو مثبط لمستقبلات الدوبامين D1 (SCH23390)، أو مثبط لمستقبلات الدوبامين D2 (Eticlopride) قبل 15 دقيقة من الاختبار. تم قياس كمية الطعام المتناول بعد الحقن.
النتائج والتفسير
كانت النتائج مثيرة للاهتمام: الفئران التي كانت مشبعة، والتي شاهدت أقرانها الجائعين وهم يأكلون، لم تستهلك المزيد من الطعام العادي أو الطعام عالي الدهون. ومع ذلك، كانت الفئران قد زادت بشكل كبير من تناولها للوجبات التي تحتوي على السكروز خلال الساعة الأولى من المراقبة، سواء في التجربة الأولى أو التجارب المتكررة. استمر هذا الإفراط في تناول الطعام بعد حقن المحلول الملحي، ولكن تم تقليله باستخدام مثبطات مستقبلات الدوبامين.
وقال د. يونغ شو: "تُظهر هذه الدراسة أن مجرد مشاهدة الآخرين وهم يأكلون—وخاصة الطعام اللذيذ—قد يؤدي إلى الإفراط في تناول الطعام، حتى عندما لا يكون الفرد جائعًا." وأضاف: "كما تحدد الدراسة نظامًا دماغيًا محددًا (إشارات الدوبامين) يساعد في تفسير لماذا يحدث هذا السلوك. هذا النوع من السلوك، الذي يتأثر بالإشارات البيئية والاجتماعية، له صلة كبيرة بالعالم المعاصر حيث الطعام متاح بكثرة، وتعد برامج الأكل أو وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالطعام شائعة."
يشير الباحثون إلى أن التعرف على هذا النمط في السلوك قد يساعد الأشخاص في أن يصبحوا أكثر وعيًا بالإفراط في تناول الطعام، وهو عامل رئيسي في السمنة. كما تفتح هذه الدراسة الباب لتطوير علاجات جديدة تستهدف التأثيرات العصبية التي تدفع الأشخاص إلى تناول الطعام بشكل مفرط.
