سقوط طائرة مغامر في أول رحلة بعد عام من الإعداد
لم يكن الطيار التركي محمد ديميرجي، البالغ من العمر 57 عامًا، يتوقع أن تتحول رحلته الجوية حول العالم إلى كارثة، عندما أقلعت طائرته الصغيرة يوم الأربعاء الماضي من ولاية إسكي شيهير غرب تركيا، متجهة نحو الشرق، إيذانًا بانطلاق مغامرته الجوية التي خطط لها طويلًا، وكان من المقرر أن تمتد إلى 12 دولة، على مسافة تبلغ 28 ألف كيلومتر، خلال فترة زمنية تُقدّر بـ40 يومًا.
لكن الحلم لم يكتمل، إذ سرعان ما سقطت الطائرة بعد وقت قصير من الإقلاع، في منطقة شرقي البلاد، لتبدأ عملية إنقاذ انتهت بالعثور على الطائرة صباح الخميس، وقد فارق ديميرجي الحياة.
الرحلة التي كانت تستهدف تحقيق 160 ساعة طيران، جرى الإعداد لها على مدار عام كامل، بحسب ما كشفت تقارير تركية، حيث حرص الطيار الهاوي، وهو مهندس سابق وأب لطفلين، على التخطيط لكل محطة بدقة، بما في ذلك المطارات التي ستستقبل الطائرة، وكميات الوقود اللازمة، وملاءمة مدارج الهبوط للطائرة، والحصول على التصاريح الجوية من مختلف الدول.
اقرأ أيضًا: الهبوط الذي كاد يتحول لكارثة.. Batik Air في اختبار جوي خطير (فيديو)
وكان ديميرجي قد وصف طائرته التي استعد بها للرحلة، بأنها "مثالية للرحلات العالمية" بسبب كفاءتها وسرعتها، مشددًا عبر منشور له على حسابه في إنستغرام قبل الحادث أن "هذه ليست مجرد رحلة، بل حلم يتحقق"!
تفاعل واسع ومرافق ينجو من الموت
الحادث الأليم أثار موجة من الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي في تركيا، خاصة بعد تداول آخر كلمات الطيار الراحل قبل الإقلاع، وصوره التوثيقية التي نشرها بنفسه.
وتجلّى التأثر واضحًا في تعليقات الأتراك، الذين تابعوا باهتمام قصة الطيار الذي قرر أن يحقق حلمًا مؤجلًا وهو في سن السابعة والخمسين.
Elim uçak kazasında hayatını kaybeden pilot Mehmet Demirci’ye Allah’tan rahmet, uçakta yolcu olarak bulunan ve yaralı olarak ulaşılan Hicran Kaya’ya acil şifalar diliyorum.
Kazanın meydana geldiği andan itibaren gece boyunca arama kurtarma çalışmalarını koordine eden başta Rize… https://t.co/rrhfCPiEw2 pic.twitter.com/RJDM0bBwfj— Ali Yerlikaya (@AliYerlikaya) July 3, 2025
من جانبه، نشر وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا مقطع فيديو من موقع سقوط الطائرة، وأكد في تصريحه أن مرافق الطيار، ويدعى هجران كايا، نجا من الحادث، وما يزال على قيد الحياة.
وتعمل السلطات المعنية حاليًا على فتح تحقيق موسّع لمعرفة أسباب سقوط الطائرة المفاجئ، والذي وقع في أول يوم من الرحلة، ما يطرح تساؤلات عديدة حول الجوانب الفنية المتعلقة بإقلاع الطائرة وسلامتها.
وفي انتظار نتائج التحقيق، تظل هذه القصة شهادة حزينة على شغف إنساني لم يُكتب له الاكتمال، حيث انطفأت شرارة الحلم في سماء لم تمنح صاحبها سوى دقائق من التحليق.
