من بنى الهرم الأكبر؟ اكتشاف جديد يقلب الرواية القديمة
في كشف أثري غير مسبوق، أعلن عالم الآثار المصري الشهير د. زاهي حواس عن اكتشاف نقوش ومقابر داخل الهرم الأكبر بالجيزة تُغيّر تمامًا النظرة التقليدية لتاريخ بناء الأهرامات. جاء ذلك خلال حديثه في بودكاست "Limitless" مع مات بيل، حيث أكد أن النقوش التي تم العثور عليها داخل حجرات ضيقة فوق حجرة الملك تشير إلى أن البناء تم بواسطة فرق عمل مدفوعة الأجر، وليس عبيدًا كما روجت لذلك مصادر يونانية قديمة.
وقال حواس: "لو كان البناؤون عبيدًا، لما دُفنوا أبدًا في ظل الهرم، ولا في مقابر مُجهّزة لحياة أبدية كما هو حال هذه المدافن."
وقد عُثر على هذه النقوش داخل غرف يصعب الوصول إليها، على ارتفاع يزيد على 45 قدمًا، ولا يمكن دخولها إلا زحفًا عبر ممرات ضيقة، ما يجعل احتمال تزويرها حديثًا شبه مستحيل. النقوش تتضمن أسماء فرق العمل ووظائف دقيقة مثل: "مشرف جانب الهرم" و"الحرفي".
إلى جانب ذلك، اكتُشفت مقابر جنوب الهرم تضم أدوات حجرية وتماثيل لعمال يرفعون الحجارة، ما يعزز نظرية أنهم كانوا حرفيين مهرة يعملون وفق نظام دقيق: تسعة أيام عمل ويوم راحة، وليس بنظام السخرة.
اقرأ أيضًا: منزل حاصل على جائزة معمارية في لوكسمبورغ يُعرض للبيع بـ3.85 مليون يورو
أدلة جديدة على طريقة البناء.. وروبوت يستعد لكشف المزيد
التحقيق الأثري لم يتوقف عند النقوش. فخلال الحفريات، اكتشف الفريق المصري ما يُعتقد أنه بقايا منحدر طيني حجري استُخدم لنقل كتل الحجر الجيري من مقلع يبعد 300 متر عن موقع الهرم. وقال د. حواس: "وجدنا أجزاءً من هذا المنحدر في الموقع المعروف بـC2، جنوب غرب الهرم، وهي تتكوّن من خليط من الأحجار والرمل والطين، وهي البقايا التي تُركت بعد تفكيك المنحدر."
وبينما يعمل الفريق بالتوازي مع الباحث الأمريكي مارك لينر على الكشف عن ما يُعرف بـ"مدينة العمال"، تم العثور على منشآت ضخمة لتجهيز الطعام، مثل مخابز ومرافق لتمليح الأسماك، وبقايا عظام حيوانات تشير إلى استهلاك ما لا يقل عن 11 بقرة و33 ماعزًا يوميًا، ما يكفي لإطعام نحو 10,000 عامل.
في سياق موازٍ، كشف حواس عن بدء أول عملية استكشاف داخل الهرم الأكبر في العصر الحديث، عبر إرسال روبوت صغير لا يتجاوز حجمه سنتيمترًا واحدًا إلى ما يُعرف بـ"الفراغ الكبير" (Big Void)، وهو مساحة ضخمة فوق "الممر الكبير" تم اكتشافها عام 2017.
ويأمل حواس في أن تساعد هذه البعثة، المقرّر انطلاقها في يناير أو فبراير 2026، في الوصول إلى معلومات حاسمة، وربما العثور على مقبرة الملك خوفو، رغم تشكيك البعض في ذلك.
