وداعًا للقطار الملكي البريطاني بعد عقود من الخدمة

أعلن قصر بكنغهام رسميًا إنهاء استخدام القطار الملكي البريطاني الشهير، الذي خدم العائلة المالكة لأكثر من 150 عامًا، وذلك بسبب ارتفاع تكاليف صيانته التي وصلت إلى 1.2 مليون جنيه إسترليني سنويًا. رغم مكانته التاريخية، استُخدم القطار مرتين فقط خلال العام المالي الماضي بتكلفة تقارب 78 ألف جنيه، وأوضح القصر أن الوقت قد حان لتوديع هذه الوسيلة الفريدة، مع زيادة الاعتماد على وسائل نقل أكثر مرونة مثل الهليكوبتر.
اقرأ أيضًا: العائلة المالكة البريطانية تعتبر هاري وميغان مصدر تهديد
وقد أكد جيمس تشالمرز، أمين خزينة الملك، أن القطار كان جزءًا لا يتجزأ من الحياة الوطنية لعقود من الزمن، لكن مع تطور متطلبات التنقل وتزايد التكاليف، أصبح من الضروري اتخاذ قرار إيقاف تشغيله، وأشار إلى أن القطار سيقوم بجولة وداعية في أنحاء المملكة المتحدة قبل أن يُحفظ في متحف ليُعرض على الجمهور، مع بحث مستمر عن مكان دائم يُحتفظ فيه ببعض العناصر التاريخية المهمة.
من الملكة فيكتوريا إلى الملك تشارلز: تاريخ القطار الملكي
بدأت قصة القطار الملكي مع الملكة فيكتوريا، التي كانت أول ملكة تسافر عبر القطار عام 1842، ومنذ ذلك الحين، شهد القطار الملكي تطورات كبيرة؛ فقد صمم الملك إدوارد السابع قطارات تشبه اليخت الملكي، بينما أضاف الملك جورج الخامس أول حمام في قطار، كما استخدم القطار لتعزيز الروح المعنوية خلال الحرب العالمية الأولى.
اقرأ أيضًا: أغرب قواعد سفر العائلة المالكة البريطانية
شهد القطار الملكي فترة تعزيز أمني خلال الحرب العالمية الثانية، حيث استبدلت العربات الخشبية بعربات مدرعة مزودة بخزائن سرية، ليظل القطار رمزًا للترف والهيبة في العائلة المالكة عبر العقود. واستمر استخدامه في مناسبات هامة مثل الأعياد الذهبية والماسية، ورافق أفراد العائلة في رحلات رسمية عدة، آخرها كانت رحلة الملكة إليزابيث الثانية إلى اسكتلندا في يونيو 2022.
ومع تراجع استخدام القطار، بدأت العائلة الملكية تعتمد أكثر على الهليكوبتر، التي توفر وسيلة أسرع وأكثر مرونة للتنقل، ما ساهم في تقليل عدد رحلات القطار تدريجيًا.