دراسة: من الأكثر عرضة لإصابات العمل النساء أم الرجال؟
كشفت دراسة حديثة صادرة عن مكتب DeMayo Law Offices، المتخصص في قضايا الإصابات الشخصية، أن النساء العاملات في المهن الشاقة مثل الزراعة، البناء، التصنيع، النقل، وأعمال الشرطة، يواجهن خطر التعرض لإصابات مهنية بنسب أعلى من زملائهن الذكور، رغم أن تمثيلهن العددي في هذه القطاعات لا يزال منخفضًا نسبيًا.
الدراسة التي استندت إلى مراجعة بيانات حوادث العمل المبلّغ عنها بين عامي 2018 و2021، أشارت إلى أن نسب الإصابات لدى النساء كانت مرتفعة حتى في المهن التي لا تمثل فيها النساء سوى 3% فقط من القوة العاملة، كما في قطاع الكهرباء.
ووفقًا للتقرير، فإن الطبيعة البدنية لهذه المهن تُعد سببًا جوهريًا، لكن العامل الأهم يكمن في أن العديد من السياسات والممارسات في هذه الصناعات لم تتغير مع الزمن، إذ ما زالت تعكس عقليات مهنية قديمة لا تراعي الفروقات الفسيولوجية ومتطلبات السلامة الخاصة بالمرأة.
وأضافت الدراسة أن جزءًا كبيرًا من معدّات الحماية الشخصية (PPE) في مواقع العمل لا تُصمم أساسًا لتتناسب مع أجساد النساء، ما يصعّب عملية الاستخدام الفعّال لها، ويزيد من احتمالات التعرض للمخاطر.
من التصنيع إلى التعليم.. قطاعات غير متوقعة ضمن القائمة
شملت قائمة المهن الأعلى خطورة على النساء وفقًا للدراسة: التصنيع، الزراعة، صيد الأسماك، النقل، أجهزة إنفاذ القانون، اللحام، البناء، الصيانة، أعمال التسقيف، والمهن الكهربائية.
وقد لاحظ الباحثون أن النساء العاملات في هذه المجالات، لا سيما في المناطق الريفية أو في بيئات العمل المعزولة، يكنّ أكثر عرضة للتعرض لإجهاد بدني ونفسي، وقد يعانين من آثار سلبية على صحتهن العامة وعلى مسيرتهن المهنية.
ومن اللافت أن الدراسة رصدت أيضًا معدلات إصابة مرتفعة في مهن غير تقليدية ضمن هذا السياق، مثل التعليم، والرعاية الطبية، والعمل الاجتماعي.
وتُظهر النتائج أن هذه المخاطر ليست حكرًا على الوظائف اليدوية الثقيلة، بل تشمل أيضًا بيئات العمل التي تفتقر إلى دعم نفسي كافٍ أو آليات واضحة لحماية الموظفات من الضغوط المستمرة.
ووفق التقرير، فقد شكّلت النساء 71% من إجمالي طلبات الإجازات المرضية، المرتبطة بالإجهاد الذهني المرتبط بدوره بالعمل خلال الربع الأول من عام 2024.
واختتمت الدراسة بالتأكيد على أهمية إجراء إصلاحات شاملة لسياسات بيئة العمل في هذه القطاعات، تشمل تعديل معدات الحماية لتناسب الاحتياجات الجسدية المختلفة، وتطوير بروتوكولات السلامة لتراعي التباين بين الجنسين، مع ضرورة تعزيز الموارد المتعلقة بالصحة النفسية للعاملات.
فبدون هذه الخطوات، سيظل خطر الإصابات الجسدية والمعنوية قائمًا، ما يُهدد سلامة واستقرار شريحة واسعة من القوى العاملة النسائية.
