سيارة Mercedes E-Class.. السيدة الثانية ذات الرتبة الأولى

بشكلٍ معلن أو غير معلن، لطالما أدت E-Class دور البديل الأقل كلفة للشقيقة الكبيرة S Class ولكن دون أن تكون البديل الأقل قيمةً للأخيرة، إذ إنّ التوفير المادي لم يكن يومًا هدف E Class الأول، بل على العكس كان الهدف الأول هو استقطاب من يرغب بالتمتع بكل ما توفره الشقيقة الكبيرة S Class من تقنيات متطورة كانت دائمًا تضع المقاييس في قطاع السيارات التنفيذية الفاخرة الكبيرة، ولكن في إطار سيارة يمكنه قيادتها بنفسه وإعطاء السائق إجازة تبقيه بعيدًا عن مقود وسيلة نقل توفر متعة أرستقراطية الهوى.
هذا الأمر، بالإضافة إلى أبعاد مدمجة أكثر بالمقارنة مع S-Class، سمح لـ E-Class بأن تنال إعجاب شريحة كبيرة من المستهلكين الذين لا يحبون السيارات الكبيرة ذات الحركة الصعبة بعض الشيء داخل شوارع المدينة الضيّقة، والتي تعاني عادةً من ظاهرة التطويل التي تجعلها تبدو كأنها سيارة تحاول خطوطها الخارجية الأنيقة جاهدة لإخفاء الحجم الكبير دون أن تنجح بذلك نجاحًا كاملًا، لذا وجد هؤلاء في E Class نفس سحر الشخصية الراقية للكبيرة S Class ونفس التجهيزات الفاخرة للأخيرة ولكن مع كلفة أقل وطابع عملي أكبر.
استعادة السحر

وفي الفترة الأخيرة، لم تعد S-Class وE-Class أو غيرهما من سيارات السيدان التنفيذية، متوسطة الحجم كانت أم صغيرة، وحدها على ساحة المنافسة في هذا القطاع، فالقطاع بأكمله أصبح يواجه منافسة متعددة الجهات. فمن جهة، اقتطعت مركبات الاستخدام المتعدد جزءًا من الحصة السوقية لسيارات السيدان، ومن جهة أخرى فعلت سيارات الكوبيه بأربعة أبواب الشيء نفسه، وإن كان بنسب أقل. ولكن اليوم، ومع الجيل الأحدث من E-Class، استعادت تنفيذية Mercedes متوسطة الحجم سحرها التصميمي الذي يسمح لها بأن تواجه لا منافساتها ضمن الفئة نفسها فحسب، بل أيضًا منافساتها الافتراضيات من مختلف الفئات، مع مزيج غني من الأناقة، والعملية والتطور.
وقبل الانتقال إلى تفاصيل E-Class، قد يقول أحدهم ما علاقة السيارات الـ SUV أو الكوبيه بأربعة أبواب بسيارات السيدان التي نتحدث عنها هنا، وهل تصح المقارنة بينها من الناحية الاحترافية؟ الإجابة هي نعم بالتأكيد، فعلى أرض الواقع، المستهلك القادر على دفع كلفة E-Class قادر أيضًا على دفع كلفة Mercedes GLE أو BMW 8 Series Grand Coupe. وبما أنه لم يخصص المبلغ الذي ينوي دفعه، للحصول على وسيلة نقل ضمن شروط فنية محددة، بل للحصول على الترف وعلى بطاقة انتماء إلى طبقة اجتماعية مرموقة، لذلك لن يكون لديه الكثير من الاعتبار لا للفروقات في السعر ولا لقواعد المنطق.
اقرأ أيضًا: BRABUS تكشف عن حزمة تعديلات لسيارة Mercedes-AMG E 53 HYBRID
قيادة راقية

على صعيد القوة الدافعة، تتوافر E-Class بخيارين: الأول يأتي مع محرك من أربع أسطوانات سعة لترين، مع شاحن هواء توربو ومحرك كهربائي بقوة 23 حصانًا لتوليد قوة إجمالية تبلغ 255 حصانًا، مقابل خيار ثانٍ يستفيد من المنظومة الهجينة نفسها ولكن بعد إقرانها بمحرك احتراق داخلي من ست أسطوانات سعة 3.0 لترات لإجمالي قوة تبلغ 375 حصانًا. هذا ويتوافر خيار الدفع الرباعي على الفئة المجهزة بالمحرك الصغير فيما يأتي قياسيًا على الفئة المجهزة بالمحرك الأكبر.
ديناميكيًا، تستفيد E-Class من نظام تعليق هوائي متطور قابل للتعديل اختياريًا يوفر انقيادية فاخرة تليق بسيارة تنفيذية راقية، الأمر الذي يسمح للسائق بالتمتع بعملية قيادة راقية لا تشوبها شائبة وتحكم جيّد معزز بنظام توجيه بالعجلات الخلفية يعمل على تحسين القدرة على المناورة في الأماكن الضيّقة.

ولتكتمل الصورة الراقية التي يوحي بها التصميم الخارجي للسيارة في الداخل، تتمتع مقصورة E-Class الداخلية بمستويات عالية من الراحة، والطابع العملي والرقي، مع مساحة رحبة للركاب، ومستويات جودة عالية للمواد المستخدمة، علمًا أنّ الميزة الأبرز داخل المقصورة هي الشاشات الثلاث في لوحة القيادة التي تتمتع جميعها بوضوح عالٍ وسرعة استجابة، خاصةً بالنسبة للشاشة المركزية المثبّتة أعلى الكونسول الوسطي والشاشة المخصصة للراكب الأمامي.