بعد تحذيره من تجاهل الذكاء الاصطناعي... كم تبلغ ثروة جينسن هوانج ؟
خلال مشاركته في مؤتمر معهد ميلكن العالمي في مايو 2025، أطلق جينسن هوانج، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، تحذيرًا واضحًا بشأن التحوّل الكبير الذي يفرضه الذكاء الاصطناعي على سوق العمل. وقال بلهجة حاسمة:
"كل وظيفة ستتأثر، وبشكل فوري. هذا أمر لا شك فيه. لكنك لن تخسر وظيفتك بسبب الذكاء الاصطناعي، بل بسبب شخص آخر يعرف كيف يستخدمه"، وفقًا لما نقلته مجلة فورتشن.
ويرى هوانج أن الذكاء الاصطناعي ليس تهديدًا بقدر ما هو فرصة تاريخية لسد فجوة المهارات حول العالم، مشيرًا إلى أنه قد يُسهم في إعادة 30 إلى 40 مليون شخص إلى سوق العمل وزيادة الناتج المحلي الإجمالي العالمي، شريطة أن يتعلّم الناس كيفية استخدام هذه التقنية بفاعلية.
وأضاف: "أنصح الجميع، دون استثناء، بالاستفادة من الذكاء الاصطناعي. لا تكن ذلك الشخص الذي يتجاهله ثم يجد نفسه خارج دائرة العمل".
ثروة جينسن هوانج 2025
ويأتي هذا التصريح في وقتٍ بلغت فيه ثروة هوانج نحو 91 مليار دولار بحلول عام 2025، مدفوعة بالارتفاع القياسي في القيمة السوقية لشركة إنفيديا، التي تجاوزت 2.7 تريليون دولار، لتصبح من بين الشركات الأعلى قيمة في العالم.
وُلد هوانج عام 1963 في تاينان، تايوان، قبل أن ينتقل في طفولته إلى الولايات المتحدة ويستقر مع أسرته في ولاية أوريغون. حصل على شهادة الهندسة الكهربائية من جامعة ولاية أوريغون، ثم أكمل دراسته العليا في جامعة ستانفورد، وهو المسار الأكاديمي الذي مهّد لتأسيسه شركة Nvidia عام 1993.
انطلقت إنفيديا كشركة متخصصة في بطاقات الرسومات لألعاب الفيديو، لكنها سرعان ما تحوّلت تحت قيادة هوانج إلى لاعب رئيسي في مجالات الذكاء الاصطناعي، القيادة الذاتية، والحوسبة الفائقة. وفي مطلع العقد الثاني من الألفية، راهنت الشركة بكل ثقلها على الذكاء الاصطناعي، واستثمرت في تطوير شرائح رسومية فائقة الأداء مثل H100 وB200، التي أصبحت تُعدّ المعيار الذهبي في البنية التحتية للحوسبة الذكية.
أسهم جينسن هوانج في إنفيديا
اليوم، تُعدّ إنفيديا حجر الأساس لتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة، مع تزايد اعتماد الشركات والقطاعات الحكومية على منتجاتها في مراكز البيانات، السيارات الكهربائية، والرعاية الصحية المتقدمة.
يمتلك هوانج نحو 86 مليون سهم في إنفيديا، أي ما يعادل 3.5% من أسهم الشركة المتداولة، ما يربط ثروته بشكل مباشر بأداء السهم في الأسواق. وعلى الرغم من أن تعويضاته السنوية تتراوح بين 20 و30 مليون دولار، فإن الجزء الأكبر من ثروته جاء نتيجة الارتفاع الحاد في قيمة أسهم الشركة.
رغم نجاحاته الاستثنائية، يحافظ هوانج على شخصية متواضعة بعيدًا عن الأضواء، ويُعرف بظهوره الدائم بسترة جلدية سوداء، أصبحت بمثابة توقيعه البصري. كما يتميّز بأسلوب قيادي هادئ وتركيز عميق على العمل. ويمتد تأثيره إلى العمل الخيري، حيث قدّم تبرعات سخية لجامعتيه الأم ستانفورد وأوريغون ستيت، إضافة إلى دعمه مبادرات التعليم والصحة، في تعبير صادق عن تقديره لجذوره الأكاديمية وقيمه الإنسانية.
هوانج ليس فقط أحد أبرز رجال الأعمال في العالم، بل أيضًا من القلائل الذين جمعوا بين الرؤية التقنية، والقيادة الاقتصادية، والمساهمة المجتمعية في لحظة مفصلية من التاريخ الرقمي.
