دموع رافاييل نادال تُرطّب وداعه الأسطوري في رولان جاروس (فيديو)
في مشهد طغت عليه العاطفة والحنين، عاد نجم التنس الإسباني رافاييل نادال Rafael Nadal إلى ملعب فيليب شاترييه في رولان جاروس، ليتلقى تحية الوداع من الجمهور الفرنسي الذي احتفى به كابن مُتبنى على مدى عقدين من الزمن.
رغم مرور سبعة أشهر على اعتزاله، اختار منظمو البطولة إقامة تكريم خاص لأعظم بطل في تاريخ البطولة، حيث توشح المدرج بـ15 ألف مشجع يرتدون قمصانًا بلون الملاعب الترابية، ووقفوا لتحية من وصفوه بـ"ملك رولان جاروس".
حضور الأساطير.. وسقطة نادرة
رافق نادال على أرض الملعب ثلاثي "العصر الذهبي" للتنس: السويسري روجر فيدرر Roger Federer، والصربي نوفاك ديوكوفيتش Novak Djokovic، والبريطاني آندي موراي Andy Murray، في مشهد لا يتكرر كثيرًا في عالم الرياضة.
ورغم إتقانه المعتاد على هذا الملعب، أخطأ نادال في تفاصيل خطابه بعد أن نسي إحدى أوراق كلمته، قبل أن يُسرع أحد أطفال جمع الكرات بمدّها له، في لقطة رمزية أعادت الحضور إلى بساطة اللحظة وصدق المشاعر.
وتم الكشف خلال الحفل عن لوحة تحمل بصمة قدم نادال، كتخليد لأسطورته على أرضٍ فاز عليها بـ14 لقبًا فرديًا خلال مسيرته.
وداع في معبد المجد
نادال الذي سيُكمل عامه التاسع والثلاثين في يونيو المقبل، وقف بكامل أناقته مرتديًا بدلة سوداء، وشكر الجماهير قائلًا: "عشتُ الكثير من المشاعر على هذا الملعب.. هذه الأرض هي الأهم في مسيرتي على الإطلاق."
وأضاف باكياً: "بدأت القصة هنا عام 2004، عندما حضرت وأنا مصاب لا أستطيع المشي. صعدت يومها إلى أعلى المدرج على عكازين، وحلمت بالعودة للمنافسة".
وفي 2005، تحقق الحلم، ليبدأ أعظم سجل في تاريخ البطولة: 112 فوزًا مقابل 4 خسائر فقط، وإنجاز لا يُضاهى في الرياضة العالمية.
اقرأ أيضًا: لاندو نوريس يحقق حلم الطفولة ويتوّج بفوزه الأول في جائزة موناكو الكبرى
رسالة وداع.. بلغة الكبار
تضمنت لحظات الحفل عرض فيديو مؤثر شارك فيه أساطير العصر الذهبي، حيث تبادل نادال وفيدرير وديوكوفيتش وموراي كلمات التقدير والوداع، مؤكدين أن التنافس الشرس لم يمنع نشوء علاقات صداقة واحترام.
وقال نادال: "كنا خصومًا شرسين، لكننا زملاء محترمون. جميعنا حقق أحلامه في التنس، واليوم، تجمعنا الصداقة بعدما فرّقتنا المنافسة".
وأضاف: "وجودكم هنا يعني الكثير. دفعتموني لتجاوز حدودي يومًا بعد يوم. وفي النهاية، التنس مجرد لعبة.. أما ما نتركه بعدنا فهو الإرث الحقيقي".
من لاعب مراهق إلى أسطورة خالدة
رافاييل نادال، الذي دخل عالم رولان جاروس لأول مرة بعمر 18 عامًا وهو يشبه أحد أبطال سلسلة "قراصنة الكاريبي"، خرج اليوم منها رجلًا ناضجًا، أبًا لطفل يبلغ عامين، وزوجًا محاطًا بعائلته في لحظة الوداع.
وبرحيله عن الملاعب، تُطوى صفحة من أنقى صفحات الرياضة، لأسطورة سيظل اسمه محفورًا في تاريخ باريس، وفي ذاكرة كل من عشق التنس.
