في خطوة غير مسبوقة: الصين تصنع أول انعكاس ضوئي نهاري على القمر في التاريخ
حققت الصين إنجازاً تقنياً مذهلاً في مجال استكشاف الفضاء، بعدما تمكنت من إطلاق شعاع ليزر بدقة فائقة ليرتد من قمر صناعي يدور حول "القمر" في وضح النهار، لتكون هذه أول عملية انعكاس ليزري نهاري في التاريخ. ويمثل هذا التطور دفعة كبيرة ضمن خطة الصين الطموحة لتعزيز وجودها على سطح "القمر" بحلول عام 2035، في ظل تنافس عالمي محتدم على ريادة الفضاء.
الصين تطلق شعاع ليزر بدقة فائقة نحو القمر
نجحت تجربة حديثة أجرتها "الصين" في توجيه شعاع ليزر عبر أكثر من 128 ألف كيلومتر ليصيب قمرًا صناعيًا يدور حول "القمر"، في خطوة تُعد سابقة من نوعها خلال النهار، حيث كانت أشعة الشمس تمثل عائقًا أمام دقة هذا النوع من القياسات. وقد نفذ هذه التجربة "مختبر استكشاف الفضاء العميق" (DSEL)، ضمن خطة أوسع لإرساء وجود دائم على سطح "القمر" خلال العقد المقبل.
وتعتمد التقنية المستخدمة، المعروفة بـ"الرصد الليزري للأقمار الصناعية"، على إرسال نبضات ضوئية قصيرة للغاية نحو عواكس مثبتة على الأقمار الصناعية، ومن ثم قياس الزمن الذي تستغرقه للعودة، مما يتيح تحديد الموقع بدقة تصل إلى السنتيمتر. ويشبه أحد العلماء هذه العملية بـ"إصابة شعرة واحدة من مسافة 10 كيلومترات".
تعزيز الاتصالات والملاحة بين الأرض والقمر
يمثل هذا الإنجاز خطوة مهمة نحو تحسين الاتصالات والملاحة بين الأرض و"القمر"، خاصة مع اعتماد الصين على مجموعة من الأقمار الصناعية مثل "تياندو-1" و"تياندو-2" و"تشيوتشياو-2" في مهامها القمرية المستقبلية. وتوفر هذه الأقمار تغطية بصرية وبيانات دقيقة تعزز قدرات الصين على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا، من بينها الهبوط المأهول على سطح "القمر" بحلول عام 2030، وبناء محطة أبحاث دولية بالتعاون مع روسيا بحلول عام 2035.
آفاق أوسع لروابط الفضاء العميق
بنجاح تجربة الانعكاس الليزري في وضح النهار، يخطط "مختبر استكشاف الفضاء العميق" لتوسيع الاختبارات لتشمل مسافات أكبر وتكرارًا أعلى في إرسال الإشارات، مما يعزز قدرة الصين على تطوير روابط أكثر استقرارًا في الفضاء العميق. كما يدعم ذلك بنية الاتصال الحيوية التي تحتاجها في رحلاتها المستقبلية، لا سيما بعد إطلاق مهمة "تشانغ إيه-6" عام 2024، التي جلبت عينات من الجانب البعيد من القمر.
اقرأ أيضًا: أصغر أقمار 2025.. القمر الوردي يربك مراقبي السماء بلونه
التحديات المستقبلية في إدارة الفضاء
رغم النجاح الكبير، تبرز تحديات جديدة تتعلق بإدارة حركة الأقمار الصناعية المتزايدة، حيث تتوقع الصين أن يصل عدد الأقمار الصناعية في المدار الأرضي المنخفض إلى نحو 100 ألف خلال السنوات المقبلة. لذا، تعمل بالتعاون مع "روسيا" على تطوير مصادر طاقة بديلة، من ضمنها المفاعلات النووية، لتوفير الطاقة اللازمة لمحطة الأبحاث القمرية، ضمن مهمة "تشانغ إيه-8".
