جولة داخل مختبرات أبل السرية: هكذا تُفحص أجهزة iPhone وMacBook
في خطوة نادرة من شركة أبل المعروفة بحرصها الشديد على السرية، فُتح الستار عن أحد أكثر منشآتها الأوروبية غموضًا، وذلك خلال زيارة حصرية منحتها لمحررة التكنولوجيا في MailOnline، شيفالي بيست.
الزيارة قادتها إلى مركز أبل الضخم في مدينة كورك الأيرلندية، حيث تخضع أجهزة iPhone وMacBook وiPad لاختبارات تقنية صارمة قبل طرحها في الأسواق.
المركز، الذي يُعد المقر الأوروبي للشركة، يمثّل محورًا رئيسيًا في استراتيجية أبل لـ"الاستدامة عبر التصميم"، ويكشف عن جانب غير مألوف من هندسة الجودة في واحدة من أكبر شركات التكنولوجيا في العالم.
من الحرارة القاتلة إلى الرمال الدقيقة
بدأت الجولة عبر ممرات داخلية هادئة، حيث رافق عدد من موظفي أبل الصحفية الزائرة وصولًا إلى مختبر "اختبار الموثوقية"، الذي يُعد من أكثر الأقسام حيوية وسرية داخل منشآت الشركة.
هناك، أوضح توم ماريب، نائب رئيس قسم سلامة الأجهزة في أبل، أن الشركة طورت مجموعة من الاختبارات التي لا تقتصر على المعايير الصناعية، بل تمتد لمحاكاة الواقع الملموس للمستخدمين حول العالم.
في أحد الأفران الصناعية، تُعرض أجهزة iMac لدرجات حرارة تبلغ 65 مئوية مع رطوبة عالية لاختبار المكونات الداخلية والخارجية، بينما تتعرض في اختبار آخر للاهتزازات والسقوط لمحاكاة ظروف الشحن والنقل.
لكن المثير للاهتمام أن أبل تتجنب الأسطح المعدنية القياسية في تلك الاختبارات، وعلّق ماريب: "سقوط الجهاز على أرضية من الفولاذ لا يعنينا، فالمستخدم يعيش على أرضيات خشبية أو إسفلتية، وهذا ما نختبره".
اقرأ أيضًا: أبل تواجه تحدي البطارية في iPhone 17 Air بحل مبتكر
اختبارات غبار وتبريد وملح.. وكل شيء بينهما
ومن بين التجارب اللافتة، اختبار السقوط الجانبي حيث طُلب من الصحفية إسقاط جهاز iMac بقيمة 1,299 جنيهًا إسترلينيًا على سطح صلب، في اختبار قلب الموازين على صعيد الأعصاب. لحسن الحظ، نجا الجهاز، ليمر إلى "غرفة الغبار" حيث يُقصف برمال دقيقة تحاكي بيئة صحراء أريزونا.
بعد ذلك، يتم وضع الأجهزة داخل غرف تبريد تتخللها موجات من هواء بدرجة -20 مئوية، لمحاكاة ظروف الشحن الجوي ثم الاستخدام تحت الشمس، بينما يُستخدم محلول ملحي لرش الأجهزة واختبار مقاومتها لمياه البحر.
جميع هذه الإجراءات جزء من فلسفة أبل التي تطلق عليها "الاستدامة عبر التصميم"، والتي تهدف إلى إطالة عمر الأجهزة من خلال تصميم ذكي واختبارات مكثفة ودعم برمجي مستمر.
ووفقًا لأبل، هناك مئات الملايين من أجهزة iPhone التي ما زالت تعمل بعد أكثر من خمس سنوات من إطلاقها، وهو ما يعكس رؤية ماريب الذي قال: "نريد لأجهزتنا أن تعيش طويلاً... وإن أراد أحد استبدال هاتفه، فليكن ذلك لأننا صنعنا شيئًا أفضل، لا لأن هاتفه توقف عن العمل".
