داخل منزل جوبز.. لا مكان للآيباد رغم بيعه لأكثر من 500 مليون جهاز
بينما كان العالم يحتفي بجهاز "آيباد" كواحد من أعظم ابتكارات شركة "آبل"، فإن مبتكره "ستيف جوبز" كان يتخذ موقفًا صادمًا منه داخل جدران منزله. ففي حوار أجري معه عام 2010، كشف جوبز أنه لا يسمح لأطفاله باستخدام الآيباد أو أي أجهزة رقمية بكثرة، مفضلاً بيئة منزلية تشجع على الإبداع والنقاش العائلي البنّاء.
داخل منزل جوبز.. حظر غير متوقع للتقنية
بعكس التوقعات، لم يكن منزل "ستيف جوبز" يعج بأجهزة "آبل"، بل كان خاليًا تقريبًا من أي شاشات إلكترونية، بما في ذلك "آيباد"، رغم أنه الجهاز الذي وصفه جوبز نفسه بـ"الثوري" بعد الآيفون.
فقد أكد خلال لقاء مع الصحفي نيك بيلتون أنه يقيّد استخدام التكنولوجيا في المنزل، وأن أبناءه لم يستخدموا الآيباد مطلقًا.
وبحسب ما ورد في السيرة الذاتية التي كتبها والتر إيزاكسون، كان جوبز حريصًا على تناول العشاء يوميًا مع عائلته حول طاولة كبيرة، يتبادلون خلالها الحديث حول الكتب والتاريخ والفلسفة، بعيدًا عن أي شاشات.
اقرأ أيضآ هكذا وصل ستيف جوبز إلى النجاح المبهر!
تربية محفزة على الإبداع والمعرفة
رغم الجدل الذي أحاط بعلاقته بابنته ليزا من علاقة سابقة، إلا أن جوبز أظهر تطورًا كبيرًا في علاقته بأسرته بعد زواجه من "لورين باول جوبز"، إذ أنشأ معها منزلًا يقدّر الفن والثقافة والتعليم، ويشجع أطفاله على التحاور والتفكير النقدي بدلًا من الانغماس في التقنية.
وكانت هذه البيئة قائمة على تشجيع الأطفال على القراءة، الرسم، والنقاش، مع تقليل الوقت أمام الشاشات إلى الحد الأدنى، بل تجنّب جوبز استخدام منتجات شركته داخل منزله.
الابتعاد عن الشاشات.. فلسفة شخصية لجوبز
لم يكن موقف جوبز تجاه التقنية في بيته محصورًا في الأجهزة اللوحية فحسب، بل امتد ليشمل الموسيقى. فقد روى الموسيقي "نيل يونغ" كيف أن جوبز، الذي أحدث ثورة في الموسيقى الرقمية، كان يفضل الاستماع إلى الأسطوانات الفينيل في منزله، لما فيها من جودة صوت أعلى مقارنة بالملفات المضغوطة.
هذا التناقض بين حياة جوبز المهنية والعائلية يعكس فلسفة واعية ترى أن التقنية وسيلة لا غاية، وأن الإبداع البشري لا ينشأ في بيئة رقمية صرفة.
من ورشة والده إلى قمة التكنولوجيا
نشأ "ستيف جوبز" في بيت متواضع مع والديه بالتبني "بول وكلارا جوبز". وكان لوالده الذي عمل ميكانيكيًا دور كبير في تشكيل شغفه بالتقنية.
إذ منحه ركنًا خاصًا في الورشة وقال له: "هذا مكانك"، وهناك بدأ جوبز تعلم الإلكترونيات وأسس حبه لصناعة الأشياء يدويًا، وهي الروح التي لازمته حتى أصبح رمزًا للابتكار العالمي.
يؤمن ستيف جوبز أن بناء العقول لا يتم عبر الشاشات، بل عبر الحوار والقراءة والتفاعل الإنساني. وبينما غزا "الآيباد" الملايين من المنازل حول العالم، بقي غائبًا عن بيته، في قرار يعكس وعيًا تربويًا يضع الإبداع والعائلة في المقام الأول.
