وادي السيليكون يشهد اتساعًا غير مسبوق في فجوة الثروة بين الأثرياء والفقراء

أشار تقرير حديث نشرته صحيفة لوموند الفرنسية إلى تزايد التفاوت الكبير في توزيع الثروة داخل منطقة وادي السيليكون، حيث يمتلك أغنى 9 مليارديرات في المنطقة ما يعادل 15 ضعف الثروة التي يملكها نصف السكان المحليين مجتمعين.
ويأتي هذا التقرير استنادًا إلى "مؤشر وادي السيليكون"، الذي تصدره سنويًا منظمة "جوينت فينتشر سيليكون فالي"، وهي جهة بحثية مختصة بتحليل الوضع الاقتصادي والاجتماعي في المنطقة.
أرقام صادمة حول توزيع الثروة في وادي السيليكون
بحسب المؤشر، تقع منطقة وادي السيليكون بين مدينتي سان فرانسيسكو وسان خوسيه، وتعد واحدة من أكبر تجمعات الثروة في العالم.
تضم المنطقة نحو 56 مليارديرًا و145 ألف مليونير. ومع ذلك، يتوزع معظم هذا المال بين فئة قليلة من الأفراد. فعلى سبيل المثال، يمتلك 1% فقط من السكان - أي حوالي 9 آلاف أسرة - 42% من إجمالي الثروة، وهي تساوي 421 مليار دولار. أما 10% من السكان فيسيطرون على 71% من الثروة الإجمالية.
ويتصدر قائمة الأثرياء في المنطقة كل من مارك زوكربيرغ، مؤسس "ميتا"، بالإضافة إلى لورين باول جوبز، وورثة "آبل"، وكذلك لاري بيج وسيرجي برين، مؤسسا "غوغل". ويشمل التكتل الكبير من الأثرياء أيضًا جينسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لـ"إنفيديا"، وإريك شميدت، المدير التنفيذي السابق لـ"غوغل"، إلى جانب عدد من الأسماء البارزة الأخرى.
الفجوة تتسع والمجتمع يواجه تحديات
على الرغم من ارتفاع متوسط دخل الفرد في المنطقة، والذي يصل إلى 157.1 ألف دولار سنويًا، أي ما يعادل ضعف المتوسط الوطني الأمريكي، إلا أن الفجوة الاقتصادية تتسع بشكل كبير، حيث يعيش 30% من الأسر في وادي السيليكون على المساعدات الحكومية. كما أن 10.1% من الأسر تجد نفسها تعيش بأقل من 5 آلاف دولار سنويًا، في حين أن 37% من الأطفال في المنطقة يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
ورغم أن المنطقة تشهد تقدمًا اقتصاديًا هائلًا، فإن نحو 12.5 ألف شخص يعيشون في حالة تشرد، مع ما يقدر بنحو 8 آلاف آخرين في مدينة سان فرانسيسكو.
هل يشهد وادي السيليكون ثورة اجتماعية؟
في معرض تحليله لهذه الأرقام، حذر مدير "جوينت فينتشر سيليكون فالي" راسل هانكوك من أن الفجوة المتسعة بين الأثرياء والفقراء في المنطقة قد تفضي إلى حالة من "الاستقرار المزعزع"، معتبراً أن هذا الوضع قد يشكل بوادر لثورة اجتماعية إذا استمر الوضع على ما هو عليه. و
أضاف "هانكوك" أن نموذج الاقتصاد الذي يعتمد على رأس المال الاستثماري وليس على الرواتب لا يخدم الجميع، حيث يستفيد قلة من الناس من النمو، بينما يتعثر البقية.
مستقبل العمل والاقتصاد في وادي السيليكون
التقرير أشار أيضًا إلى تباطؤ النمو في سوق العمل داخل المنطقة، حيث قامت شركات التكنولوجيا بإلغاء أكثر من 80 ألف وظيفة بين عامي 2023 و2024، رغم أن هذه الشركات كانت قد وفرت 75 ألف وظيفة بين 2020 و2022. كما أن نسبة العمل عن بعد لا تزال مرتفعة مقارنة ببقية الولايات المتحدة، حيث يبقى من كل 5 مكاتب في المنطقة مكتب شاغر.
التحولات الاقتصادية والإسكان في وادي السيليكون
الارتفاع الكبير في أسعار العقارات هو أحد العوامل الرئيسية التي تؤثر على سكان المنطقة، حيث ارتفعت أسعار المنازل بنسبة 53% في العقد الأخير، ليصل السعر الوسيط للمنزل إلى 1.9 مليون دولار. ونتيجة لذلك، بدأت كبرى الشركات في وادي السيليكون التوسع إلى مدن أخرى مثل أوستن في تكساس وسياتل، حيث شهدت هذه المدن زيادة في نسب التوظيف، في الوقت الذي تباطأ فيه النمو العقاري في منطقة وادي السيليكون نفسها.