مليارا ريال دخلًا.. تطبيقات النقل تُعزز فرص العمل في المملكة (إنفوجراف)

يشهد قطاع تطبيقات نقل الركاب في المملكة العربية السعودية نموًا متسارعًا يعكس التحول الرقمي في قطاع النقل، ويبرز كأحد الروافد الاقتصادية الداعمة لجودة الحياة وتوفير فرص العمل المرنة للمواطنين. ووفقًا لما أكده رئيس الهيئة العامة للنقل المكلف، الدكتور رميح الرميح، فقد تجاوز إجمالي دخل السائقين والسائقات السعوديين في هذا القطاع أكثر من 2 مليار ريال سنويًا، ما يعكس تأثيره الاقتصادي الكبير.
وحقق القطاع نموًا ملحوظًا في حجم العمليات، حيث بلغ عدد الرحلات المنفذة عبر تطبيقات نقل الركاب في المملكة 80.5 مليون رحلة خلال عام 2024، بزيادة قدرها 26% مقارنة بالعام السابق.
ويعكس هذا النمو الاعتماد المتزايد على التقنيات الذكية في تحسين كفاءة النقل الحضري وتلبية احتياجات المستخدمين بمرونة أكبر. كما ارتفع عدد السائقين المسجلين في المنصات الرقمية بنسبة 27% ليصل إلى 332 ألف سائق، من بينهم 22 ألف سائقة سعودية، مما يمثل زيادة بنسبة 48% مقارنة بالعام السابق.
وشهد القطاع أيضًا تحسنًا في مستوى رضا المستفيدين من حيث أوقات الانتظار وسرعة قبول الطلبات وجودة المركبات، مما يؤكد نجاح البيئة التنظيمية والتطوير المستمر لهذا القطاع.
وفي سياق تعزيز دور النقل التشاركي، أكد الدكتور الرميح أن الهيئة العامة للنقل مستمرة في تطوير الأطر التنظيمية والتشريعية لدعم القطاع وتعزيز فرص الاستثمار فيه، بما يضمن استدامة الخدمات وتحقيق أعلى معايير الجودة. كما تسعى الهيئة إلى تمكين التقنيات الحديثة مثل المركبات الكهربائية والتنقل الذاتي للوصول إلى منظومة نقل أكثر ذكاءً ومرونة.
جاءت هذه التصريحات خلال الحفل الذي أقامته شركة أوبر السعودية بمناسبة إصدار تقريرها السنوي حول الأثر الاقتصادي لقطاع النقل التشاركي، الذي تزامن مع مرور عشر سنوات على بدء عملياتها التشغيلية في المملكة.
اقرأ أيضًا : مركبة 2025 ثورة في عالم النقل.. هل مستعد للمستقبل؟ (فيديوجراف)
.jpg)
وأظهر التقرير، الذي أعدته شركة "بابلك فيرست" الاستشارية، أن أوبر السعودية ساهمت في دعم الاقتصاد الوطني بقيمة 1.1 مليار ريال سعودي في عام 2023، مع تحقيق السائقين العاملين عبر التطبيق دخلًا إضافيًا بلغ 270 مليون ريال سعودي، بنسبة 42% أعلى من أقرب المنافسين.
كما سلط التقرير الضوء على مساهمة أوبر السعودية في دعم مبادرة "وصول" بالشراكة مع الهيئة العامة للنقل وصندوق تنمية الموارد البشرية (هدف)، حيث تم تنفيذ أكثر من 20 مليون رحلة مدعومة لتسهيل وصول المرأة إلى أماكن العمل.
وعلاوة على ذلك، دعمت المنصة قطاعي الضيافة والسياحة في المملكة، إذ ساهمت في تحقيق 74 مليون ريال كقيمة إضافية للقطاع الترفيهي، و500 مليون ريال للقطاع السياحي في عام 2023، مما يعزز التكامل بين النقل والخدمات السياحية.
اقرأ أيضًا: ثورة في عالم النقل: وقود صديق للبيئة ينقذ محركات الاحتراق
ووفقًا للتقرير، يستخدم 69% من الركاب خدمات أوبر لاستكشاف مطاعم ومقاهي جديدة، كما استفاد زوار من أكثر من 150 دولة من خدمات الشركة أثناء زيارتهم للمملكة. وأظهرت الدراسة أن 88% من الركاب يعتبرون سهولة الاستخدام عاملًا رئيسيًا في اختيار التطبيق، بينما أكد 90% منهم على أهمية السلامة.
كما وفر التطبيق للمستخدمين تقديرًا زمنيًا يصل إلى 2.5 مليون ساعة مقارنة ببدائل النقل الأخرى، مما يعكس دوره في تحسين كفاءة الوقت وتقديم تجربة تنقل سلسة.
يظل قطاع النقل التشاركي في المملكة العربية السعودية من القطاعات الواعدة، ويتماشى نموه مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى خلق فرص اقتصادية جديدة، وتعزيز الاستدامة، وتحسين جودة الحياة.
ومن المتوقع أن يشهد القطاع مزيدًا من التطورات والفرص الاستثمارية في السنوات المقبلة، بفضل الجهود المستمرة لتطوير البنية التحتية ودعم الابتكار في مجال النقل الذكي.