جنات مائية مبدعة وترف لا يُضاهى.. أحواض السباحة الأكثر روعة في العالم

جاذبية أحواض السباحة تتجاوز كونها مساحة مخصصة لغطس منعش خلال الطقس الحار، حيث تمثل مساحات تعكس خصوصية عالم الأثرياء وأصحاب المال، وسواء كانت هذه الأحواض موجودة في الفنادق أو المنتجعات أو ضمن الملكيات الخاصة، فإنها توفر تجارب متنوعة، تجمع بين الأناقة في التصاميم، التي تعكس الأذواق الخاصة، بالإضافة إلى المكانة والمال.
كيف تحولت من أحواض متواضعة للسباحة إلى تصاميم أيقونية؟

على مر التاريخ، تطورت حمامات السباحة، لتتحول من أحواض مائية إلى تصاميم أيقونية، تجمع بين الفخامة والتطور التكنولوجي والجاذبية البصرية.
وتعود البدايات إلى الحضارات القديمة، حيث كانت عبارة عن مساحة مشتركة، الغاية منها صحية وإجتماعية، وتجسدت هذه الفكرة بشكل خاص في اليونان وفي روما، حيث كانت الحمامات الرومانية خلال تلك الفترة عبارة عن مرافق عامة فاخرة، ذات تصاميم معقدة.
وبحلول بداية القرن العشرين، تحولت حمامات السباحة من مساحة عامة إلى إحدى وسائل الراحة الخاصة بالأثرياء، وأصبحت أحواض السباحة الخرسانية شائعة خلال تلك الفترة، بسبب متانتها ومرونتها في تصميم الشكل، ويعد "حوض السباحة نبتون Neptune Pool" في "قلعة هيرست Hearst Castle" أبرز مثال على ذلك.
وفي الأربعينيات أحدث استخدام "الإسمنت المرشوش Gunite" ثورة في عالم بناء حمامات السباحة، ما مكن من تصميم أشكال مخصصة على شكل "الكُلى Kidney shape" والتي حددت المعايير الجمالية لتلك الحقبة.
وبحلول الخمسينيات بدأت الألياف الزجاجية تدخل في عالم صناعتها، كما تم دمج الميزات الفاخرة مثل: بلاط الفسيفساء والحواف اللامتناهية والشلالات والتأثيرات الضوئية، وباتت أحواض السباحة اللامتناهية علامة مميزة للأثرياء.
في الفترات اللاحقة انتقل التركيز، حيث تم دمج الفخامة والطبيعة مع إعطاء الأولوية للتكامل والمحيط، ومع تطور الابتكارات التكنولوجية بدأت التصاميم الجريئة، مثل حمامات السباحة على الأسطح، وتلك التي يمكن التحكم بدرجة حراراتها ومعدل الإضاءة، وخلال السنوات الماضية شهدنا تحولاً جديداً يركز على الاستدامة واستخدام تقنيات صديقة للبيئة.
كيف تختار النخبة تصاميم المسابح الفاخرة؟

عندما يختار الأثرياء حمامات السباحة الخاصة بهم، فغالباً ما تعكس تفضيلاتهم مزيجاً من الفخامة والجماليات والوظائف والابتكار، وبالطبع أذواقهم الشخصية، وإليكم المعايير الرئيسية التي يضعونها عادة بالحسبان.
التصاميم الفريدة والأيقونية:
تأتي حمامات السباحة اللامتناهية على رأس القائمة، حيث أصبحت سمة ترتبط بالأثرياء، وفي المقابل، تعتبر الأشكال المخصصة التي تتناسب مع المساحات الفريدة أو التي تحاكي المسطحات المائية الطبيعة مرغوبة جدًا، وطبعاً لا ننسى حمامات السباحة الزجاجية أو المصنوعة من الأكريليك، والتي تمنح المسابح مظهراً مذهلاً.
الميزات الفاخرة:
تعمل الميزات الفاخرة على نقل أحواض السباحة إلى مستويات أخرى، وعليه فإن البارات والشلالات المدمجة من الإضافات التي يتم تضمينها في التصاميم، وكذلك الأنظمة الضوئية وحتى الصوتية، بحيث يتم دمج الموسيقى التي يفضلها المالك مع حوض السباحة الخاص به والميزات المطلوبة، بحيث يتم استغلال تلك المساحة أحياناً لإقامة تجمعات أو حفلات، أما الطلب الأكثر شيوعاً بين الأثرياء فهو دمجها مع أحواض السبا أو أحواض السباحة الساخنة.
اقرأ أيضًا| فوائد السباحة للرجل.. من بينها بناء العضلات وتحسين المزاج
المواد عالية الجودة:
يعتبر بلاط الموزاييك والزجاج والأحجار الطبيعية من الخيارات الشائعة، وذلك لمتانتها ومظهرها الفاخر، ومؤخراً زاد الطلب على حمامات السباحة المصنوعة من الفولاذ المقاوم للصدأ، وهي عادة تفضل للمنازل ذات الطراز البوتيكي.
التكامل مع المحيط:
سواء كانت موجودة على الأسطح أو في مساحة من الحديقة، فإن النخبة تريد دمج حمام السباحة مع المحيط، بغض النظر عن التكلفة.
الابتكارات التكنولوجية:
التكنولوجيا الذكية سواء للتنظيف أو التدفئة أو الإضاءة وحتى دمج الموسيقى وفق الحالة المزاجية من الأساسيات، وذلك لأن الغالبية تريد الفائدة القصوى بالحد الأدنى من إزعاجات العناية.
التفرد والتخصيص:
من المعايير البديهية، لأن أحواض السباحة في نهاية المطاف تعكس أسلوب مالكها الشخصي، بل أحياناً مكانته وحجم ثروته، وخيارات التخصيص تتنوع بين استخدام مواد معينة نادرة، أو إضافة رموز شخصية.
المسابح على متن اليخوت
تعتبر المسابح على متن اليخوت الفاخرة رمزاً للترف، فهي لا تمثل عنصراً جمالياً فحسب، بل تحدٍّ تقني أيضًا، وعندما يتم تنفيذها بنجاح فهي ترفع معايير الفخامة إلى مستويات عالية.
- مسابح يخت "قسمت Kismet"
يخت "قسمت Kismet" الفاخر من تصميم "لارسن Lürssen"، وصف بأنه يجمع بين عناصر الجاذيية التاريخية وجنون الحداثة، فاليخت بحد ذاته تحفة معمارية، تجسد معنى الإبهار المطلق في هذا العالم المبهر أصلاً، وقد تم تدشينه عام 2024، أثار الإعجاب بتصاميمه المعقدة بشكل عام، وبأحواض السباحة الـ3 بشكل خاص.
حمام السباحة الرئيسي على متن اليخت بقاع من الفسيفساء، ويتسع لـ40 طناً من الماء، ويضم باراً وشلالاً، ويقع الحوض على طابق سمي "طابق المسبح"، وتحيط به منطقة جلوس يمكن تحويلها إلى حلبة رقص تفاعلية.
الحوض الثاني هو مسبح السبا العلوي، ويقع في السطح الشمسي، إلى جانب صالة صممت خصيصاً للاستلقاء، والتمتع بأشعة الشمس وبالإطلالة المذهلة.
المسبح الثالث هو مسبح "الثلج البالي"، وهو مستوحى من "بالي" كما تشي التسمية، ويقع على السطح السفلي، ويوفر تجربة الغوص في مياه مثلجة، لتعزيز تجربة السبا الفاخرة.
اقرأ أيضًا: رفاهية وسط الجليد.. دليل الرحلات الفاخرة إلى القطب الشمالي
مسابح يخت "سبارتا Sparta"
فاز اليخت "سبارتا Sparta"، الذي صنعته شركة "هيسن Hessen" بجائزة الحكام لعام 2024، وقد حصل على إشادة النقاد وعشاق اليخوت.
ويجمع هذا اليخت بين الأناقة والإبتكار في كل تفصيله، مع المسابح الثلاث التي لا تشذ عن القاعدة.
والنجم الأبرز على متن اليخت هو حوض السباحة اللامتناهي، الذي يبلغ طوله 6.5 متر على سطح اليخت الخلفي، والمزين بالفسيفساء، مع تصميم لخوذة محارب إسبرطي في المنتصف.
المسبح الثاني هو مسبح السبا الياباني على السطح السفلي، ويقع في منظقة مستوحاة من الثقافة اليابانية، وهو محاط بألواح خشبية، ومصمم بشكل دائري منخفض.
أما مسبح السبا العلوي فيقع على السطح الشمسي، وهو يوفر إطلالة بانورامية خلابة.
المسابح الأكثر تكلفة في العالم
- سان ألفونسو ديل مار San Alfonso Del Mar
يقع في "ألجاروبو" في "تشيلي"، ويعتبر حوض السباحة الأكبر في العالم، إذ يمتد على طوال 1،013 متراً، وبعمق 35 متراً، ويغطي مساحة 20 فداناً، فيما يحتوي على 66 مليون جالون من مياه البحر، التي يتم الحصول عليها من المحيط الهادئ.
الحوض الأسطوري هذا صممته شركة "كريستال لاجونز Crystal Lagoons"، ليجسد روعة البحر الكاريبي، من خلال هذه الأعجوبة الهندسية التي تحاكي الجمال الطبيعي للبحر، مع ببيئة آمنة للسباحة وللرياضات المائية الأخرى.
وقد تجاوزت تكلفته المليار دولار، فيما تقدر تكلفة صيانته السنوية بـ3 ملايين دولار.
مارينا باي ساندز Marina Bay Sands
يطفو "مارينا باي ساندز Marina Bay Sands" اللامتناهي فوق سماء سنغافورة، كتحفة معمارية تجسد الابتكار والرفاهية!
الأيقونة السياحية هذه تقع على ارتفاع 200 متراً فوق منصة "سكاي بارك Skypark"، التي تمتد على ثلاثة أبراج شاهقة، مكونة من 57 طابقاً، بطول 146 متراً، ويعتبر أطول حوض سباحة سقف لامتناهي في العالم وأكثرها إثارة.
وتقدر تكلفة حوض السباحة ما بين 150 و 200 مليون دولار، وهو جزء من الفندق الأكثر تكلفة، والذي وصلت تكلفته إلى 8 بلايين دولار.
ويكمن سحر حوض السباحة في حافته الشفافة، التي تتماهى كلياً مع الأفق، مما يخلق وهم اللانهاية، خصوصاً عند النظر من أسفل.
وحوض السباحة هذا متاح فقط لنزلاء الفندق، ما يضفي عليه هالة من الخصوصية والفخامة.
اقرأ أيضًا: صور| إبداع استثنائي.. يخوت جمعت بين التصميم الأنيق وأحواض السباحة الفاخرة
نبتون بول Neptune Pool
حوض السباحة الأيقوني هذا يقع في "قلعة هيرست"، في "سان سيمون" بكاليفورنيا، وتحيط به العواميد الرخامية والمنحوتات والنوافير والفوانيس، ويعكس الهندسة المعمارية الكلاسيكية بواجهة معبد قديم أعيد بناؤها.
يقع الحوض على إرتفاع شاهق في "جبال سنتا لوسيا"، ويوفر إطلالات تخطف الأنفاس على المحيط الهادئ وساحل "بوينت"، ويشتهر بتصميمه الفاخر وأهميته التاريخية ،كجزء من ملكية "ويليام راندولف هيرست".
أما تكلفة الحوض فتقدر بأكثر من 10 ملايين دولار، يضاف إليها تكلفة التجديدات، خصوصاً وأنه تم إعادة تصميمه 3 مرات لارضاء ذوق "هيرست"، وتطلب تحقيق ذلك الهدف 12 عاماً.
مسابح المشاهير ورجال الأعمال
- مسبح "براين روس" على طراز حضارة المايا
حمام السباحة الداخلي هذا، والمستوحى من حضارة المايا، خاص برجل الأعمال ومطور العقارات "براين روس"، ويقع ضمن قصره الفخم الذي تبلغ مساحته 50،000 قدم مربع في "كورتلاند" بولاية أوهايو الأمريكية.
يقع المسبح في بهو بسقف زجاجي، ويضم أشجار نخيل حقيقية، وكهفاً صخرياً، وشلالات ومنزلقات مائية، وأراجيح حبال وحوض ساخن، كما يضم نسخ طبق الأصل عن آثار حضارة المايا، مثل التماثيل المنحوتة من الحجر، بالإضافة إلى معبد بتصاميم قديمة، ما يجعله أقرب إلى واحة، ووفق التقارير الاعلامية، فإن المسبح هو أغلى غرفة من القصر بأكمله.
- مسبح "جون ترافولتا"فخامة لا حدود لها
طائرة البوينج 707 "المركونة" في الحديقة الخلفية للقصر، تؤكد بأن هذا المنزل تعود ملكيته للممثل "جون ترافولتا"، في ولاية فلوريدا الأمريكية، ويمكنك تخيل فخامة حوض السباحة في منزل يضم مدرجين للطائرات!
المسبح يقع في الفناء الخلفي للمنزل، ومحاط بأرضيات حجرية صممت خصيصاً لتتناسب مع حفلات الرقص التي يحبها "ترافولتا"، بالإضافة إلى ذلك تحيط النباتات الاستوائية بالمسبح من كل الجوانب، فيما يكمل اللوحة الجاكوزي الواسع والأكواخ الخلابة، التي تضم كل وسائل الراحة.