انفجار صاروخ "ستارشيب" يثير مخاوف حول مصير رائدي الفضاء العالقين في المحطة الدولية
أثار انفجار صاروخ "ستارشيب" التابع لشركة "سبيس إكس" للملياردير إيلون ماسك مخاوف متزايدة بشأن مصير رائدي الفضاء التابعين لوكالة "ناسا"، اللذين لا يزالان عالقين في محطة الفضاء الدولية، وسط تساؤلات حول قدرة الشركة على تنفيذ عمليات الإعادة بأمان.
تفاصيل المهمة وأسباب القلق
وتم تكليف "سبيس إكس" بإعادة رائدي الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور إلى الأرض في وقت لاحق من هذا الشهر، باستخدام كبسولة "كرو دراغون"، غير أن فشل إطلاق "ستارشيب" دفع العديد من المتابعين للتشكيك في قدرة الشركة على إنجاز المهمة في الموعد المحدد، والمقرر مبدئيًا في 19 مارس.
ورغم أن "ستارشيب" هي مركبة مختلفة تمامًا عن "كرو دراغون" التي ستعيد رواد الفضاء، إلا أن الانفجار أثار جدلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر المستخدمون عن مخاوفهم بشأن سلامة مهام "سبيس إكس" الفضائية، مشيرين إلى أن الحادث قد يكون مؤشرًا على وجود مشكلات في تصميم أو تشغيل المركبات الفضائية.
تحليل الخبراء وردود الأفعال
وفي حين سارع بعض المنتقدين إلى المطالبة باستقالة إيلون ماسك، نقلت صحيفة "ديلي ميل" عن خبراء تأكيدهم أن فشل "ستارشيب" لا يعني بالضرورة أن كبسولة "كرو دراغون" ستواجه نفس المصير.
اقرأ أيضًا: رصد موجات كونية غامضة تشبه أصوات الطيور في الفضاء
وأكد مايك برافيكا، أستاذ الفيزياء في جامعة نيفادا، أن الشركات الخاصة قد تأخذ على عاتقها مسؤوليات تفوق إمكانياتها عندما يتعلق الأمر بتقنيات معقدة مثل السفر إلى الفضاء، محذرًا من مخاطر تقليص التمويل الحكومي للبحث العلمي والتكنولوجيا، خاصة مع تصاعد دور رجال الأعمال في قيادة مشاريع الفضاء بدلًا من العلماء والمهندسين.
أما برايان شميت، الأستاذ المساعد للهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة كيس ويسترن ريزيرف، فقد أكد أن سجل "كرو دراغون" أثبت نجاحه مرارًا، مشيرًا إلى أن سلامة النظام قد تم اختبارها بشكل متكرر، وهو ما يشكل الضمان الأفضل لأي رحلة فضائية.
تفاصيل حادثة "ستارشيب" وتأثيراتها
ووقع الحادث خلال إطلاق "ستارشيب" مساء الجمعة، حيث فقدت المركبة السيطرة بعد عشر دقائق من انطلاقها، ما أدى إلى انفجارها وتحطمها إلى ملايين القطع، ما تسبب في اضطراب الحركة الجوية وتحويل بعض الرحلات بسبب تساقط الحطام.
وفي تعليقه على الحادث، أقر ماسك عبر منصة "إكس" بفشل المركبة في اختبار الطيران، لكنه أكد أن التجربة ساعدت في تحسين تصميم الجيل الجديد من المركبات.
اقرأ أيضًا: علماء يريدون نقل البكتيريا الأرضية إلى الفضاء!
تعقيدات عودة رواد الفضاء
وعلى الجانب الآخر، يواجه رواد الفضاء سونيتا ويليامز وباري ويلمور تأخيرًا في عودتهما إلى الأرض، حيث كان من المفترض أن تمتد مهمتهما لثمانية أيام فقط منذ انطلاقهما في 5 يونيو 2024، إلا أن المشاكل التي تعرضت لها كبسولة "ستارلاينر" التابعة لـ"بوينج" أدت إلى تمديد إقامتهما في المحطة الدولية حتى أبريل 2025 على الأقل.
وأوضحت "ناسا" أن عودتهما مشروطة بإطلاق طاقم جديد إلى المحطة، وهو ما تم تأجيله لأكثر من شهر.
وفي سياق متصل، أثير جدل سياسي حول الموضوع، حيث قال دونالد ترامب إنه طلب من ماسك إحضار رواد الفضاء إلى الأرض قبل ستة أشهر، لكن إدارة بايدن رفضت الأمر، بحجة أن ذلك قد يمنح ترامب ميزة سياسية خلال السباق الرئاسي لعام 2024.
ومع استمرار التحديات أمام "سبيس إكس" و"ناسا" في إعادة رواد الفضاء العالقين بأمان، يبقى السؤال مطروحًا حول مدى قدرة الشركات الخاصة على تولي مهام فضائية حساسة بهذه الدرجة من التعقيد، وسط ضغوط سياسية وتقنية متزايدة.
