دار كريستيز تطرح لوحة نادرة لإيجون شيلي للبيع وسط نزاع حول ملكيتها
تعرض دار كريستيز للمزادات العالمية في الخامس من مارس المقبل لوحة مائية نادرة للفنان التعبيري النمساوي إيجون شيلي، تحمل عنوان "صبي يرتدي زي بحار" (1914)، بسعر تقديري يبدأ من 1.3 مليون دولار.
ووفقًا لما أورده موقع artnews، فإن تاريخ اللوحة يثير جدلاً قانونيًا بشأن ملكيتها، نظرًا لارتباطها بمجموعات فنية نهبها النازيون خلال الحرب العالمية الثانية.
إرث فني مسلوب من فريتز جرونباوم
وتعد اللوحة واحدة من نحو 80 عملاً للفنان شيلي كانت في الأصل ضمن مجموعة فريتز جرونباوم، وهو فنان نمساوي تعبيرى وناقد للحزب النازي، اعتقلته الشرطة السرية الألمانية "الجستابو" عام 1938.
وكان جرونباوم قد جمع ما يزيد على 400 عمل فني، ضمت أعمالاً لكبار الفنانين مثل رامبرانت فان راين، وألبرشت دورر، وأوجست رودين، وكاثي كولويتز.
في أعقاب ضم النمسا من قبل ألمانيا النازية، استولى النازيون على المجموعة الفنية بالكامل، فيما لقي جرونباوم حتفه في معسكر داخاو عام 1941، بينما قتلت زوجته إليزابيث في معسكر مالي تروستينيتس بعد عام.
اقرأ أيضًا: "كريستيز" تطلق أول مزاد مخصص للفن المولد بالذكاء الاصطناعي
جهود قانونية لاستعادة الأعمال المنهوبة
وعلى مدار سنوات، سعى كل من تيموثي ريف، وأحد أمناء ممتلكات جرونباوم، ديفيد فراينكل، لاسترداد الأعمال الفنية المسلوبة، بدعم من مكتب المدعي العام في مانهاتن.
ورفع الثنائي دعاوى قضائية ضد عدد من المتاحف الأمريكية، من بينها متحف نيويورك للفن الحديث، ومتحف سانتا باربرا للفنون، ومعهد شيكاغو للفنون، للمطالبة بأعمال شيلي التي يعتقد أنها كانت ضمن مجموعة جرونباوم، وأسفرت هذه الجهود عن استرداد أو التوصل إلى تسويات بشأن 12 عملاً فنيًا على الورق.
نزاع قانوني مستمر بشأن لوحة أخرى لشيلي
ورغم النجاحات القانونية، يواصل معهد شيكاغو للفنون رفض مزاعم ملكية إحدى لوحات شيلي في مجموعته، المعنونة "سجين الحرب الروسي".
ويدعي المعهد أن اللوحة لم تكن ضمن المسروقات النازية، بل بيعت في عام 1956 من قبل ماتيلد لوكاكس، شقيقة زوجة جرونباوم، إلى أحد تجار الأعمال الفنية، ومن المتوقع أن يصدر قاضي المحكمة العليا في نيويورك حكمه بشأن هذه القضية خلال الخريف المقبل.
قرارات متباينة للمحاكم والمتاحف
وفي السنوات الأخيرة، لجأ المطالبون إلى القضاء مرارًا لحسم النزاع حول ملكية مجموعة جرونباوم الفنية، وحققوا نجاحات متفاوتة، فقد أعاد متحف كارنيجي في بيتسبرغ، ومتحف ألين التذكاري للفنون في كلية أوبرلين بولاية أوهايو بعض الأعمال بعد رفع دعاوى قانونية ضدهما.
