بارادروميكس تكشف عن شريحة دماغية متطورة في مؤتمر LEAP 2025 بالرياض
كشف مات أنجل، المؤسس والمدير التنفيذي لشركة بارادروميكس المتخصصة في تطوير الشرائح الدماغية، عن أحدث ابتكارات الشركة خلال مشاركته في مؤتمر LEAP 2025 التقني في العاصمة السعودية الرياض.
وكشف أنجل عن شريحة إلكترونية صغيرة الحجم، بحجم طرف سبابة اليد، وصفها بأنها "ستحدث تحولاً جذريًا في طريقة تواصل البشر مع العالم بمجرد التفكير"، وفقًا لوكالة الشرق.
حل تقني لدعم المصابين بالإعاقات الحركية
وفي عرضه لطريقة عمل الشريحة، أوضح أنجل أن الابتكار يستهدف الأشخاص الذين يعانون إعاقات حركية ناجمة عن أمراض مثل التصلب الجانبي الضموري "ALS" أو إصابات الحبل الشوكي أو السكتات الدماغية، حيث غالبًا ما يفقد هؤلاء القدرة على التعبير عن احتياجاتهم أو التفاعل مع الآخرين.
وأضاف أن شركة بارادروميكس طورت شريحتها الدماغية الأولى "Connexus" لتكون بمثابة واجهة دماغية حاسوبية "BCI" قادرة على ترجمة الإشارات العصبية إلى نصوص مكتوبة، أو كلام اصطناعي، أو أوامر تحكم في الأجهزة الرقمية.
اقرأ أيضًا: ساحة التقنية في ليب 2025.. منصة مبتكرة لاستكشاف الروبوتات والذكاء الاصطناعي
تصميم متطور وخامات طبية متقدمة
وأكد الدكتور فيكاش جليجا، مدير القطاع البحثي في بارادروميكس، أن الفريق المسؤول عن تطوير الشريحة يمتلك أكثر من 30 عامًا من الخبرة في مجال الواجهات الدماغية الحاسوبية، مشيرًا إلى أن بارادروميكس تميزت باستخدام خامات وأساليب تصنيع تضمن أعلى معايير الأمان، موضحًا أن الشريحة تتمتع بـ"تصميم غير مرئي تجميليًا"، إذ يتم زرعها تحت الجلد دون أي أثر ظاهر.
وأضاف جليجا أن الشريحة مصنوعة من سبيكة التيتانيوم وأقطاب من مزيج البلاتين والإيريديوم، وهي مواد مستخدمة في الزرعات الطبية لضمان الأمان والاستدامة.
كما قارن تقنيتها بشريحة "N1" الخاصة بشركة نيورالينك، معتبرًا أن الأخيرة تعتمد على شرائط فيلمية رقيقة قد تتعرض للتحلل بمرور الوقت وتفقد قدرتها على نقل الإشارات الكهربائية، ما يجعلها أقل استدامة من "Connexus".
إمكانات فائقة ودمج متقدم للذكاء الاصطناعي
وتحتوي شريحة "Connexus" على 421 قطبًا دقيقًا، مما يسمح لها بتسجيل كميات هائلة من البيانات العصبية بدقة عالية، وأوضح جليجا أن هذه الأقطاب، التي لا يتجاوز سمكها 40 ميكرونًا، أرق من شعرة الإنسان، ما يجعلها متوافقة مع الأنسجة الدماغية ويقلل من أي آثار جانبية محتملة.
وتعتمد تقنية الشريحة على فك تشفير الإشارات العصبية بمعدلات بيانات غير مسبوقة، ما يمكن المستخدمين من التواصل بسرعة طبيعية، سواء عبر تحويل الأفكار إلى نصوص مكتوبة أو محاكاة استخدام لوحة المفاتيح والفأرة للتحكم في الحواسيب والهواتف الذكية.
اقرأ أيضًا: استثمارات بـ 7.5 مليار دولار في اليوم الثاني من مؤتمر "ليب 2025"
آلية عمل الشريحة والاتصال اللاسلكي
ويتم زرع شريحة "Connexus" من خلال عملية جراحية دقيقة تحت إشراف جراح أعصاب، حيث يتم تثبيت وحدة قشرية على الجدار الخارجي للجمجمة، بينما يتم زرع جهاز إرسال داخلي في الصدر، ويربط بينهما سلك مرن، وتتيح هذه المنظومة التقاط الإشارات العصبية من القشرة الدماغية المسؤولة عن التحكم في الحركة.
وبعد جمع الإشارات، يتم إرسالها عبر السلك المرن إلى جهاز الإرسال المزروع في الصدر، والذي يبثها لاسلكيًا إلى جهاز استقبال خارجي يرتديه المستخدم.
ويعمل هذا الجهاز أيضًا على تزويد النظام بالطاقة من خلال تقنية الشحن التلامسي "Inductive Charging"، المشابهة لتلك المستخدمة في الشواحن اللاسلكية للهواتف الذكية، ومن هناك، ترسل البيانات إلى كمبيوتر صغير يعتمد على نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة لتحليل الإشارات وترجمتها إلى نصوص أو أوامر رقمية.
اقتراب بدء التجارب السريرية
وأفاد جليجا بأن بارادروميكس تقترب من الحصول على التراخيص اللازمة لبدء التجارب السريرية لشريحة "Connexus"، والتي يتوقع أن تمثل قفزة نوعية في مجال التكنولوجيا العصبية، ما يتيح لذوي الإعاقات الحركية استعادة قدراتهم على التواصل والتحكم في الأجهزة الرقمية بشكل غير مسبوق.
