دراسة حديثة تكشف عن فجوة كبيرة بين الرجال والنساء في مجال النشر الأكاديمي
كشفت دراسة حديثة، عن استمرار الفجوة بين الجنسين في مجال النشر الأكاديمي، حتى في التخصصات التي تشهد تمثيلاً نسائيًا كبيرًا مثل العلوم البيولوجية.
وأظهرت الدراسة التي نشرت في مجلة Nature أن النساء الباحثات يتوقفن عن النشر الأكاديمي في وقت أبكر مقارنة بنظرائهن من الرجال.
منهجية الدراسة
وتتبع البحث، الذي أجرته مجموعة من العلماء، المنشورات العلمية لأكثر من 86,000 باحث وباحثة في 38 دولة، غالبيتهم يعملون في مجالات علم الأعصاب والكيمياء الحيوية وعلم الوراثة.
وأظهرت النتائج أن 26% فقط من الباحثات استمررن في النشر بعد مرور 19 عامًا من نشر أول ورقة بحثية، مقارنة بـ36% من الباحثين الرجال.
وعلقت كاسي دي سوجيموتو، عالمة المعلومات في معهد جورجيا للتكنولوجيا بأتلانتا، على هذه النتائج قائلة: "من السهل أن نعتقد أن العلم سيتطور نحو المساواة بشكل طبيعي، ولكن ما تظهره هذه الدراسة هو أن ذلك لا يحدث".
اقرأ أيضًا: دراسة: الرجال يميلون للتنقل بين الوظائف أكثر من النساء
وأكدت أن الدراسة تعد تذكرة مهمة بضرورة مواصلة العمل لتحقيق المساواة بين الجنسين في المجال العلمي.
تفاوت الفجوة بين التخصصات
وأجرى الباحثان ماريك كيويك ولوكاس شيمولا من جامعة آدم ميتسكيفيتش في بولندا دراسة على مسيرة النشر الأكاديمي لعلماء الأحياء.
وأظهرت الدراسة أن النساء، على الرغم من تمثيلهن الجيد في بعض التخصصات، يتوقفن عن النشر في وقت أبكر من الرجال، ففي مجالات مثل الكيمياء الحيوية وعلم الأعصاب، كان الرجال أكثر قدرة بنسبة 40% على الاستمرار في النشر بعد 19 عامًا.
وبينما كانت الفجوة أقل وضوحًا في مجالات مثل المناعة والزراعة، حيث تراوحت بين 16% و20% لصالح الرجال.
توجهات جديدة نحو تقليص الفجوة
وفي سياق متصل، أظهرت دراسة أخرى نشرت في مجلة Chemical Engineering News وشملت أكثر من 350 ألف عالم من 38 دولة، أن ثلث الباحثين يتركون المجال الأكاديمي بعد خمس سنوات، بينما يتخلى نصفهم عنه بعد عشر سنوات، مع تأكيد أن النساء أكثر عرضة للتوقف عن النشر مقارنة بالرجال.
ومع ذلك، أظهرت الدراسة أن الجيل الجديد من الباحثين، الذين بدأوا مسيرتهم الأكاديمية في عام 2010، شهد تقلصًا في الفجوة بين الجنسين، حيث استمر النساء والرجال في النشر بمعدلات متقاربة بعد تسع سنوات.
وتشير هذه النتائج إلى أن الفجوة بين الجنسين في الاستمرارية في المجال الأكاديمي قد تقلصت مع مرور الوقت، ما يعكس تقدمًا نحو تحقيق المساواة، ومع ذلك لا يزال هناك الكثير من العمل المطلوب لضمان توفير فرص متساوية للباحثات والباحثين على حد سواء، ما يسهم في تعزيز التقدم العلمي وتطوير الأبحاث بشكل مستدام.