من التاجر إلى المستثمر: رؤى أنمار السليماني حول بناء الأعمال وتحقيق العوائد
في حوار مع المهندس أنمار السليماني، رجل الأعمال والمستثمر، تتكشف لنا رؤيته في عالم الاستثمار وريادة الأعمال. يشغل المهندس أنمار، الذي يمتلك أكثر من 15 عامًا من الخبرة في عدة قطاعات، منصب مؤسس ورئيس مجلس إدارة شركة "أرُب" للأعمال والاستثمار.
كما يُعد السليماني مستشارًا معتمدًا دوليًا في مجالات الأعمال والاتصال الاستراتيجي، ومدربًا معتمدًا في الإدارة المالية وتطوير الأعمال. في هذا الحوار، يسلط الضوء على الفروق الجوهرية بين التاجر والمستثمر، ويكشف لنا أسرار النجاح في عالم الاستثمارات، فضلاً عن استراتيجياته لمواجهة التحديات واستثمار الفرص في عام 2023.
حدثنا عن مسيرتك المهنية والبدايات التي قادتك إلى ما أنت عليه اليوم؟
أنا رجل أعمال ومستثمر في عدة قطاعات، وقد أسست شركة "أرُب" للأعمال والاستثمار وأترأس مجلس إدارتها. إلى جانب ذلك، أنا مستشار معتمد دوليًا في مجال الأعمال والاتصال الاستراتيجي، ومدرب معتمد في المجالات المالية والإدارية وتطوير الأعمال. حصلت على شهادة في برنامج ريادة الأعمال من جامعة هارفرد، وماجستير في إدارة الأعمال بتفوق مع مرتبة الشرف الأولى، إضافة إلى بكالوريوس في الهندسة ودبلوم في إدارة الموارد البشرية والتطوير التنظيمي.
خبرتي العملية تمتد لأكثر من 15 عامًا، عملت خلالها في قطاعات متنوعة مثل البنوك، والتقنية، والتسويق والمبيعات، والصناعة، وكذلك في مجالي التدريب والتعليم.
كيف ترى الفرق بين التاجر والمستثمر؟ وما هي العقلية التي يجب أن يتحلى بها كل منهما؟
عقلية التاجر تختلف تمامًا عن عقلية المستثمر، حيث يتطلب كل منهما مهارات ومؤهلات مختلفة. رغم أن التاجر قد يجتمع مع المستثمر في بعض الأحيان، إلا أن لكل منهما دورًا مختلفًا في المشاريع. التاجر، أو رائد الأعمال، يتحمل المسؤولية الكاملة عن المشروع من بدايته إلى نهايته. يدرس المشروع بشكل دقيق قبل البدء، ويغوص في تفاصيله الصغيرة، ويقدم أمواله بالإضافة إلى جهده البدني والذهني والزمني.
أما المستثمر، فهو يكتفي بتقديم الأموال ويتوقع عوائد مالية دون أن يكون مضطرا لبذل جهد إضافي. ولذلك، فالتاجر يتوقع عوائد أكبر بكثير من المستثمر، وذلك لأن التاجر يعمل بشكل مباشر ويضع جهده الشخصي في تحقيق النجاح.
ماذا عن الفرق بين المستثمر الجريء والمستثمر التقليدي؟
المستثمر الجريء عادة ما يتحمل مخاطر أكبر مقارنة بالمستثمر التقليدي. فالمشاريع التي يستثمر فيها الجريء غالبًا ما تكون مبتكرة أو جديدة، وتعتمد بشكل رئيسي على فريق العمل وليس على هيكل مؤسسي مثل شركات الأسهم. بالإضافة إلى ذلك، المستثمر الجريء لا يقدم المال فقط، بل يقدم أيضًا نصائحه ودعمه وخبراته التي قد تكون حاسمة لنجاح المشروع. ما يقدمه المستثمر الجريء من مشورة وعلاقات هو جزء من القيمة التي يتطلع إليها رائد الأعمال.
أما المستثمر التقليدي، فيتوقع عوائد ثابتة ومحدودة، ويستثمر في مشاريع مستقرة نسبياً ولا يتعامل مع درجة عالية من المخاطرة.
ما هي أفضل استراتيجيات الاستثمار في 2023؟
أفضل طريقة للاستثمار هي أن تبدأ بتقييم نقاط قوتك وضعفك، ثم تحديد الفرص التي تناسب قدراتك. يجب عليك أن تركز على القطاعات التي تتفق مع مهاراتك ومعرفتك، وتبتعد عن المخاطر التي قد لا تكون مستعدًا لتحملها. من المهم أن تستثمر في القطاعات التي تشهد نمواً مستدامًا ومتوقعًا، وإذا كنت مستثمرًا تجاريًا، فمن الضروري أن تختار قطاعًا مزدهرًا يتماشى مع قدراتك.
أما فيما يتعلق بالاستثمار بشكل عام، فيختلف الأمر وفقًا لحجم الثروة والمخاطر التي يستطيع الشخص تحملها. في السنوات الأخيرة، تبرز قطاعات مثل التقنية والتقنية الحيوية كأبرز المجالات التي شهدت نموًا كبيرًا، وقد تكون فرصة جيدة للمستثمرين في هذا العام.
كيف تتوقع أن يتطور السوق في السنوات القادمة؟ وما هي القطاعات التي ستكون أكثر جذبًا للاستثمار؟
يعتبر قطاع التقنية، وبخاصة التقنية الحيوية، من القطاعات الواعدة في السنوات القادمة. التوجهات الحالية تشير إلى أن هذه القطاعات ستستمر في النمو بشكل كبير، مما يجعلها خيارًا مغريًا للمستثمرين. هناك أيضًا اهتمام متزايد بالاستثمار في القطاعات التي تعزز من التحول الرقمي وابتكارات الذكاء الاصطناعي، مما يوفر فرصًا كبيرة للمستثمرين الذين يتطلعون إلى التوسع في هذه المجالات.
ما هو أفضل نصيحة للمستثمرين الجدد في السوق؟
أفضل نصيحة هي أن تستثمر في المعرفة أولاً. لا بد من فهم السوق وتحديد الفرص بعناية، ثم اتخاذ قرارات استثمارية مستنيرة بناءً على دراسة وافية. قبل أن تستثمر أموالك، تأكد من أنك مستعد لتحمل المخاطر وأنك على دراية جيدة بالمجال الذي تستثمر فيه.
