من الصفر إلى القمة: قصص نجاح شخصيات ملهمة كسرت الحواجز وصنعت المجد
رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، والنجاح الحقيقي لا يأتي بين يومٍ وليلة، فمعظم الناجحين مروا بظروفٍ صعبة، وربما لم يمتلكوا الأدوات التي تساعدهم على تحقيق أهدافهم، بالإضافة إلى ظروف معيشتهم التي كانت صعبة وقاسية، وهناك استثناءات بالطبع، ولكننا نتحدث في العموم خلال السطور التالية لنستعرض قصص نجاح من الصفر لعددٍ من أشهر روّاد الأعمال في العالم، وبينها دروسًا قد تُلهمك.
قصص نجاح من الصفر
- جان كوم: الرئيس التنفيذي لواتساب سابقًا
وُلد جان كوم في أوكرانيا، وسط ظروف اقتصادية صعبة، وهاجر مع والدته إلى الولايات المتحدة الأمريكية عندما كان مراهقًا، بحثًا عن حياة أفضل.
وقد عاش فترة من الوقت معتمدًا على إعانات الطعام، فيما كان يسكن شقة حكومية ضيّقة، ومع ذلك، امتلك روحًا شغوفة بالتعلم، فدرب نفسه على البرمجة عبر قراءة كتيّبات مستعملة، وتعلم أساسيات تطوير البرامج بإصرار كبير.
وفي يومٍ من الأيام، جاءته فكرة تطبيق مراسلة بسيط وفعّال، يعتمد على أقل قدر ممكن من الإعلانات أو المواد الترويجية؛ فأسس تطبيق واتساب مع شريكه بريان أكتون عام 2009.
وسرعان ما تحوّل التطبيق إلى ظاهرة عالمية، بسبب بساطته وميزاته التي تتيح التواصل السريع والآمن.
وفي عام 2014، اشترت فيسبوك (قبل أن تصبح Meta) التطبيق مقابل 19 مليار دولار، ليصبح جان كوم في مصاف المليارديرات عالميًا.
- هاورد شولتز: الرئيس التنفيذي لستاربكس سابقًا
اشتهر هاورد شولتز بتحويله ستاربكس من متجر صغير لبيع حبوب القهوة في مدينة سياتل، إلى سلسلة مقاهٍ عالمية تقدر قيمتها بمليارات الدولارات.
ترعرع شولتز في بيئة متواضعة بحي فقير، وكانت عائلته تعتمد على تأمينات حكومية للسكن، ومع ذلك، حرص على إكمال تعليمه الجامعي من خلال قروض ومساعدات حكومية، وكان أول فرد في عائلته يحصل على شهادة جامعية.
حين التحق للعمل في ستاربكس كمدير للتسويق، سافر إلى إيطاليا، وهناك اكتشف ثقافة المقاهي الراقية، فاندهش من الأجواء الدافئة وفكرة المكان الذي يجتمع فيه الناس بين المنزل والعمل.
عاد شولتز إلى سياتل متحمسًا لتطبيق هذه الرؤية، فأسّس مقهى خاصًا به، ثمّ أقنع إدارة ستاربكس بتمويل فكرته لاحقًا، فنجح وأعاد شراء العلامة التجارية من المؤسسين الأصليين.
ركّز شولتز في مشروعه على تجربة العميل وجودة المنتج، فانتشرت ستاربكس في مختلف أنحاء العالم، اليوم، تدير العلامة أكثر من 35 ألف متجر في 80 دولة، وتُعدّ واحدة من أقوى العلامات التجارية عالميًا.
- ستيف جوبز: المؤسس المشارك لأبل
وُلد ستيف جوبز في سان فرانسيسكو عام 1955، وبدأ مسيرته بشغف مبكر بالتقنية، وانسحب من الكلية بعد فصل دراسي واحد في ريد كوليدج، ليدرس ما يستهويه دون قيود رسمية.
تعرّف على شريكه ستيف وزنياك في فترة مبكرة، وأطلقا معًا شركة أبل من مرآب منزل والديه عام 1976، ولم يكن لدى جوبز موارد مالية كبيرة، لكنه امتلك حدسًا فذًّا لمعرفة احتياجات السوق المستقبلية، وقدرةً على الإبداع التقني والتسويقي.
قاد جوبز ثورة في عالم الحوسبة الشخصية بإطلاق حواسيب الماكنتوش، ثم غيّر وجه صناعة الموسيقى لاحقًا بالآيبود، وعالم الهواتف الذكية بالآيفون.
وعلى الرغم من الإخفاقات والانتكاسات الكثيرة، بما فيها طرده من أبل التي ساهم في تأسيسها، عاد إليها في تسعينيات القرن الماضي، ليقودها نحو القمة.
ليكتب قصة شخص ناجح، وليتذكر الجميع دائمًا بأن الإيمان بالرؤية المميزة والعمل الدؤوب قادران على بلوغ أقصى درجات النجاح.
- أوبرا وينفري: المذيعة الأشهر على الإطلاق
عندما نتحدث عن شخصيات ناجحة بدأت من الصفر، يجب أن تكون أوبرا وينفري في القائمة، فقد نشأت في بيئة شديدة الفقر في ريف ميسيسيبي، ثمّ عاشت في أحياء فقيرة بولاية ويسكونسن، وواجهت ظروفًا عائلية ونفسية صعبة في طفولتها، لكنها وجدت عزاءً في القراءة والخطابة منذ سن مبكر، ما مكنها من الفوز بمنحة تعليمية في جامعة ولاية تينيسي حيث تخصّصت في الإعلام.
بدأت أوبرا العمل في الإذاعة وهي ما تزال في المرحلة الثانوية، وتطورت مسيرتها سريعًا لتصبح مذيعة تلفزيونية تحظى بشعبية كبيرة، وعندما انتقلت إلى شيكاغو لتقديم برنامج صباحي في الثمانينيات، استطاعت أن تحوله إلى أحد أعلى البرامج مشاهدة.
أسست لاحقًا شركتها الخاصة للإنتاج، وأطلقت برنامج Oprah Winfrey Show، الذي حقق نجاحًا استثنائيًا على مدى 25 عامًا، فيما توسّعت إمبراطوريتها لتشمل مجلات، ومحطات إذاعية، وقنوات تلفزيونية، ومؤسسات خيرية، وتُقدّر ثروتها اليوم بمليارات الدولارات.
اقرأ أيضًا: أعمالهم أيقونات معمارية.. أعلى 5 مهندسين معماريين أجرًا حول العالم!
قصص أغنياء بدأوا من الصفر
- صوفيا أموروزو: مؤسسة Nasty Gal وGirlboss
قد تبدو صوفيا أموروزو اسمًا غير مألوفٍ إذا ما قورنت بالعمالقة في عالم ريادة الأعمال، لكنها مثال حقيقي على روح الشباب والجرأة.
عاشت صوفيا فترات من التشرد والتنقّل، وكانت تقتات أحيانًا على ما تجده في حاويات القمامة لتأمين طعامها، وفي لحظة فارقة، بدأت مشروعًا بسيطًا لبيع الملابس القديمة على موقع eBay، ثم أسّست علامتها التجارية الشهيرة Nasty Gal في عام 2006.
اعتمدت أموروزو على منصّات التواصل الاجتماعي مثل MySpace للتعريف بمنتجاتها، واستطاعت جذب قطاع واسع من الفتيات الشغوفات بالموضة الفريدة.
توسّع المشروع بسرعة كبيرة، وانتقلت ناستي جال إلى مستودعات أكبر، ثم أطلقت موقعها الخاص بعيدًا عن eBay.
قُدّرت ثروة صوفيا بنحو 280 مليون دولار عام 2016، لكنها مرّت بمرحلة صعبة بعد إعلان إفلاس الشركة في 2015، لتعيد بناء نفسها من جديد عبر علامتها الشخصية Girlboss ،والمحتوى التوعوي الهادف لدعم رائدات الأعمال.
- سام والتون: مؤسس Walmart
أحدث سام والتون ثورة في عالم تجارة التجزئة بعد تأسيسه لسلسلة متاجر Walmart.
وُلد والتون عام 1918 في ولاية أوكلاهوما، وعمل في شبابه في وظائف متعددة بعد عودته من الخدمة العسكرية في الحرب العالمية الثانية.
وفي عام 1945، استخدم قرضًا من والد زوجته بقيمة 20 ألف دولار مع مدّخراته الشخصية لشراء متجر صغير، وبدأ في تطبيق أفكاره التي تقوم على بيع السلع بأسعار منخفضة، مع تحقيق هوامش ربح بسيطة لكن بكميات مبيعات كبيرة.
في عام 1962، افتتح أول متجر لـ Walmrat في أركنساس، واعتمد فيه والتون على تقنيات مبتكرة آنذاك، مثل استخدام أنظمة الباركود والإدارة المركزية للمخزون.
توسّعت Walmart بسرعة هائلة، لتصبح اليوم واحدة من أكبر سلاسل المتاجر في العالم، مع أكثر من 11 ألف متجر دولي، ودخل تشغيلي يتجاوز 20 مليار دولار سنويًا.
- رومان أبراموفيتش: مالك نادي تشيلسي السابق
وُلد رومان أبراموفيتش عام 1966 في مدينة ساراطوف الروسية، وقد فقد والديه في سن مبكرة جدًا، ليجد نفسه يتيمًا يعيش مع أقاربه في شقة مشتركة.
شهد تفكك الاتحاد السوفييتي فرصة تاريخية له؛ إذ خُصخصت العديد من الشركات الحكومية، فاقتَنص رومان أسهمًا في قطاعي النفط والغاز، لم تمضِ سنوات كثيرة حتى أصبح واحدًا من أثرياء روسيا.
في عام 2003، اشترى نادي تشيلسي الإنجليزي لكرة القدم، واستطاع أن يحوله إلى نادٍ أوروبي قوي، فاز بعدة بطولات كبرى، وعُرف أبراموفيتش بأعماله الخيرية أيضًا، حيث أسّس مؤسسات لدعم التعليم والصحة والفنون.
- رالف لورين: أيقونة الموضة العالمية
نشأ رالف لورين في حي برونكس بمدينة نيويورك لعائلة متواضعة من أصول يهودية مهاجرة، بعد إنهاء المدرسة الثانوية، التحق بالجيش الأمريكي ثم عمل مندوب مبيعات في متجر للأزياء الرجالية.
لاحظ لورين احتياج الرجال إلى مزيد من التنوع في تصميمات رابطات العنق؛ فبدأ مشروعًا بسيطًا لتصميم وبيع ربطات عنق بألوان وأشكال جريئة.
عام 1967، حقق من بيع ربطات العنق أرباحًا جيّدة، فأسّس علامته التجارية Polo، وأطلق أول مجموعة رجالية في العام التالي، وتميزت أزياؤه بلمسة تجمع بين روح الرفاهية والنمط الأمريكي المحافظ.
توسع سريعًا في إنتاج ملابس النساء والأطفال، ثم دخل عالم المفروشات والدهانات والأثاث، اليوم، تقدّر ثروة رالف لورين بعدة مليارات، ويُنظر إليه بوصفه أحد رموز الموضة العالمية.
كما نرى، بدأ هؤلاء من الصفر تقريبًا وواجهوا صعوبات حقيقية خلال مسيرتهم المهنية، لكن على اختلاف هذه الصعوبات، فإن القاسم المشترك بينهم أنهم لم يستسلموا، وأصروا على الوصول لمبتغاهم إلى أن أصبحوا من أثرياء العالم.
