نيزك هوبا العملاق: كيف هبط على الأرض بدون فوهة واضحة؟
أثار اكتشاف نيزك هوبا، أكبر نيزك معروف على سطح الأرض، تساؤلات علمية واسعة بسبب غياب فوهة نيزكية واضحة في موقع سقوطه، ما دفع عدد من العلماء للبحث والتنقيب حول أصله وطبيعة تأثيره على البيئة المحيطة.
ومن هذا المنطلق، نشر موقع IFLScience تقارير حول الدراسات الحديثة التي حاولت تفسير ذلك، مشيرًا إلى أن حجم النيزك وخصائصه المعدنية ربما سمحت له بالاستقرار على سطح الأرض دون التسبب في انفجار هائل، كما يحدث عادة مع النيازك الكبيرة.
حيث يمتاز نيزك هوبا بشكل شبه مربع يشبه اللوح، إذ يبلغ طوله وعرضه حوالي 2.7 متر، بينما يصل سُمكه إلى نحو 0.9 متر.
أسباب غياب فوهة نيزك هوبا
لا تظهر على سطح هوبا علامات واضحة للتفتت أو التصدع الكبير، وهو ما زاد من غرابة غياب فوهة صدمية بارزة حول النيزك رغم كتلته الضخمة، ما أثار اهتمام العلماء، إذ عادة ما ترافق الفوهات النيزكية الكبيرة اصطدام النيازك بهذه الضخامة.
وطرح الباحثون في البداية احتمالين، إما أن النيزك دخل الغلاف الجوي بطريقة غير عادية للغاية، أو أنه نُقل من موقع سقوطه الأصلي بواسطة البشر، وهو احتمال يُستبعد بشدة.
وفي دراسة علمية نُشرت عام 2013، أشار فريق من الباحثين، منهم ماكوركيل وآخرون، إلى أن النيزك قد يكون مشتقًا من جسم أصلي واحد لم يتفتت، أو أنه أول شظية تم العثور عليها من حقل أكبر لم يُكتشف بعد.
وأضاف الفريق أن النيزك تعرض لتغيرات على سطحه، حيث تكونت قاعدة سميكة من الصخر الزيتي الحديدي بين 20 و30 سم عند نقطة تلامسه مع الحجر الجيري الكالاهاري، وأن مدة بقائه على الأرض تقل عن 80 ألف عام وفقًا لدراسات النظائر المشعة للنيكل-59.
اقترح الفريق نموذجًا يفسر كيفية سقوط النيزك على الأرض بزاوية منخفضة وبسرعة بطيئة، ما سمح له بالهبوط تقريبًا عموديًا مع الحفاظ على شكله الكبير، ونتجت عن الاصطدام فوهة بسيطة تآكلت مع الزمن، يبلغ قطرها حوالي 20 مترًا وعمقها نحو 5 أمتار.
يُذكر أن النيزك، الذي سُمي باسم مزرعة هوبا الغربية، بقي في موقعه منذ اكتشافه، ولا يزال سليماً تقريبًا، ويُعد اليوم مرجعًا هامًا للباحثين والمهتمين بدراسة النيازك والاصطدامات الفضائية على كوكب الأرض.
وعُثر على النيزك في عام 1920 عندما اصطدم محراث مزارع في غروتفونتين بجسم صلب تحت سطح التربة في مزرعة هوبا الغربية في ناميبيا، ليتضح لاحقًا أنه كتلة معدنية هائلة دُفنت على عمق بسيط.
تكوّن نيزك هوبا في معظمه من الحديد بنسبة تقارب 84 بالمائة، إضافة إلى نحو 16 بالمائة من النيكل وعناصر أخرى، ما جعله نيزكًا حديديًا عالي الكثافة والقوة.
ويبلغ وزن هذا النيزك نحو 60 طناً، ما رسّخ مكانته كأكبر نيزك يُكتشف على سطح الأرض، دون أن يُنقل أو يُقسّم، معززًا حضور "نيزك هوبا" كحالة فريدة في سجل النيازك المعروفة.
