خرائط غوغل تحت المجهر: هل تسهّل الصور البانورامية سرقات المنازل؟
أطلق خبراء أمنيون تحذيرات من لجوء بعض اللصوص إلى تطبيق خرائط غوغل كأداة متقدمة للتخطيط المسبق لسرقات المنازل، ما أعاد إلى الواجهة المخاوف المرتبطة بخصوصية المستخدمين، وسوء استغلال خدمات الملاحة والتصوير المتاحة للعامة.
جاءت أبرز هذه التحذيرات على لسان غوزيف شتاينبرغ، مستشار الأمن السيبراني، الذي نبّه عبر تصريحات نقلتها صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إلى أن التقنيات الرقمية المصممة لتسهيل حياة المستخدمين قد تتحول، في حال إساءة استخدامها، إلى وسيلة خطرة بيد المجرمين.
وأوضح أن خاصية Street View في خرائط غوغل، التي توفر صورًا بانورامية عالية الدقة للشوارع والمباني، أصبحت تُستغل من قبل اللصوص لدراسة المنازل المستهدفة عن بُعد، دون الحاجة إلى التواجد الميداني في محيطها، وهو ما يقلل من فرص الاشتباه أو الرصد الأمني.
وأفاد أن اللصوص يعتمدون على الصور التفصيلية التي توفرها الخدمة لتحديد المنازل ذات المداخل المكشوفة، أو الأسوار الضعيفة، فضلًا عن معاينة الأبواب والنوافذ والمساحات الخارجية، ما يساعدهم على وضع سيناريو دقيق لعملية الاقتحام.
ولا يقتصر الأمر على ذلك، إذ تُستخدم بيانات حركة المرور داخل التطبيق لتحديد أوقات الذروة والهدوء، بما يسمح باختيار التوقيت الأنسب لتنفيذ السرقة والانسحاب دون لفت الانتباه.
هذه الأساليب حولت خرائط غوغل، بحسب وصف الخبير، إلى أداة "تجسس رقمي” غير مباشرة، تجمع بين الصور والبيانات الزمنية والمكانية، وتمنح المجرمين تصورًا شبه كامل عن محيط المنزل قبل التنفيذ الفعلي.
في المقابل، أشار إلى أن هذه الميزات صُممت في الأصل لخدمة المستخدمين، ومساعدتهم على استكشاف الأماكن والتنقل بسهولة، إلا أن سوء الاستخدام يفرض تحديات جديدة على مستوى الأمان الشخصي.
وردًا على هذه المخاوف، تتيح شركة غوغل خيار طلب طمس صور المنازل من خدمة Street View، بشرط تقديم ما يثبت الملكية، إلا أن هذا الإجراء يكون دائمًا ولا يمكن التراجع عنه لاحقًا، ما يجعل بعض المستخدمين مترددين في اتخاذ هذه الخطوة.
وتؤكد التوصيات الأمنية ضرورة رفع الوعي الرقمي لدى المستخدمين، والانتباه إلى حجم المعلومات المتاحة علنًا عن منازلهم، مع الاستفادة من أدوات الخصوصية التي توفرها التطبيقات، لتقليل المخاطر المحتملة في عالم باتت فيه البيانات مرآة مفتوحة للجميع.
