ماكرون يحتفي بلعبة فيديو: نموذج للإبداع الفرنسي
أبدى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إعجابه الكبير بلعبة الفيديو الفرنسية "Clair Obscur: Expedition 33" التي طورتها شركة (Sandfall Interactive)، وذلك بعد الإنجاز الكبير الذي حققته اللعبة في حفل توزيع جوائز The Game Awards لعام 2025، حيث حصدت تسع جوائز عالمية، من بينها جائزة "أفضل لعبة لهذا العام".
أعرب ماكرون عن فخره بهذا الإنجاز عبر منشور على حسابه الرسمي في تطبيق "إنستغرام"، قال فيه إن "Clair Obscur: Expedition 33" فازت بجائزة لعبة العام في لوس أنجلوس، فيما اعتبره "سابقة تاريخية للعبة فرنسية".
وأضاف ماكرون أن هذا الفوز يعد مصدر فخر كبير لمدينة مونبلييه وللأمة الفرنسية بأكملها، موجها تهنئته إلى فريق العمل في استوديو "ساندفول إنترأكتيف" على هذا النجاح الاستثنائي، ومؤكدًا أن ما حققوه يمثل إلهامًا للأجيال الحالية والمستقبلية من مطوري الألعاب في فرنسا.
رأي ماكرون في Clair Obscur: Expedition 33
يُعد هذا الفوز إنجازًا غير مسبوق لصناعة الألعاب الفرنسية، إذ تمكن فريق "ساندفول إنترأكتيف" من التفوق على عمالقة الصناعة العالمية مثل (Final Fantasy) و(Baldur’s Gate)، مما دفع العديد من المحللين إلى وصف هذا الإنجاز بأنه لحظة فارقة في مسيرة الألعاب الفرنسية. اللعبة، المستوحاة جزئيًا من عوالم الألعاب اليابانية الكلاسيكية، تمكنت من أسر انتباه اللاعبين حول العالم بفضل قصتها الفنية العميقة، وأسلوبها البصري المستوحى من الفن الانطباعي الفرنسي.
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يتحدث فيها ماكرون عن اللعبة، إذ سبق أن أشاد بها في وقت سابق من هذا العام بعد إطلاقها، واصفًا إياها بأنها "نموذج ساطع للجرأة والإبداع الفرنسي"، ومعتبرًا أن نجاحها يعكس قدرة فرنسا على المنافسة بتميز في المجالات التكنولوجية والإبداعية.
إشادة ماكرون تكتسب أهمية سياسية وثقافية، إذ تُظهر اعتراف القيادة الفرنسية المتزايد بأهمية صناعة ألعاب الفيديو كجزء من الاقتصاد الإبداعي الوطني. فالقطاع يشهد نموًا متسارعًا في البلاد، ويضم عددًا من الاستوديوهات المتميزة التي تحقق حضورًا عالميًا متزايدًا، مثل (Ubisoft) و(Focus Interactive).
ومن اللافت أن إشادة ماكرون تأتي بعد عامين فقط من تصريحاته المثيرة للجدل في عام 2023، عندما ربط ألعاب الفيديو بأعمال الشغب والعنف التي شهدتها شوارع فرنسا آنذاك، معتبرًا أنها "قد تُغري البعض بتجسيد العنف افتراضيًا على أرض الواقع". إلا أن موقفه تغيّر تدريجيًا، مع إقراره لاحقًا بما تحققه صناعة الألعاب من مساهمة اقتصادية وثقافية كبيرة، وبدء تخصيص برامج دعم حكومية لتطوير القطاع من خلال حوافز وتدريب للمطورين الشباب.
