"الأب الروحي للذكاء الاصطناعي" يتوقع فوز غوغل القريب على أوبن أيه آي في سباق الذكاء الاصطناعي
أكد "الأب الروحي للذكاء الاصطناعي" جيفري هينتون أن شركة غوغل بدأت تقترب من مرحلة التفوق على منافستها لشركة أوبن أيه آي، بعد أن حققت تقدمًا ملحوظًا بفضل تطوير نماذجها الحديثة Gemini 3 وNano Banana Pro، التي حصدت إشادات واسعة في الأوساط التقنية.
وأوضح هينتون، أستاذ الذكاء الاصطناعي الفخري في جامعة تورنتو والباحث السابق في فريق Google Brain، في مقابلة مع موقع Business Insider، أنه تفاجأ من أن غوغل احتاجت وقتًا طويلاً للحاق بسباق الذكاء الاصطناعي رغم قدراتها الهائلة.
وقال: "الأمر الأكثر إدهاشًا هو أن عملاقًا مثل غوغل استغرق كل هذا الوقت حتى يبدأ في تخطي أوبن أيه آي".
وأشار إلى أن الشركة استعادت موقعها الريادي مع الإطلاق الناجح لـGemini 3، الإصدار الذي وصفه خبراء التقنية بأنه تجاوز نموذج GPT-5 من أوبن أيه آي، بالإضافة إلى النجاح الكبير الذي حققه نموذج Nano Banana Pro المتخصص في الذكاء الاصطناعي للصور.
مزايا الاستقلالية التقنية لغوغل
وأضاف هينتون أن غوغل كانت قد أعلنت قبل ثلاث سنوات "حالة طوارئ" داخلية عقب النجاح الكبير لمشروع شات جي بي تي، إلا أن التطورات الأخيرة تُظهر بوضوح أن أوبن أيه آي هي التي تعيش الآن هذا القلق.
وأكد هينتون أن غوغل تستفيد اليوم من مزيج قوي من العوامل التي تجعلها متقدمة في المنافسة؛ من بينها قدراتها في تطوير شرائح الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، وهو ما يمنحها مرونة واستقلالية تقنية فريدة.
ولفت إلى أن تقارير حديثة تحدثت عن امكانية إبرام غوغل صفقة بمليار دولار لتزويد شركة ميتا بشرائحها الخاصة بالذكاء الاصطناعي، ما عزز ارتفاع أسهم الشركة في البورصة عقب انتشار الخبر.
وقال: "ميزة إنتاج الشرائح داخليًا تمثل فارقًا كبيرًا لصالح غوغل؛ فهي تمتلك باحثين من الطراز الأول، وبيانات ضخمة، ومراكز بيانات هائلة، وكلها عوامل تصب في مصلحتها. وأعتقد أن غوغل في طريقها للفوز".
وبيّن هينتون أن غوغل كانت لسنوات رائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي، إذ كانت السباقة في ابتكار تكنولوجيا "المحوّلات" وكانت تمتلك روبوتات دردشة متقدمة قبل ظهور المنافسين، لكنها آثرت الحذر.
حذر غوغل قبل إطلاق روبوتات الدردشة
وقال إن الشركة فضّلت التريّث في إطلاق منتجاتها خشية تكرار أزمة مايكروسوفت مع روبوت الدردشة "Tay" عام 2016، الذي أُغلق بعد نشره تغريدات عنصرية أضرّت بسمعة الشركة.
وأكدت تصريحات هينتون أن الرئيس التنفيذي لغوغل، سوندار بيتشاي، كان قد اعترف سابقًا بأن الشركة لم تكن جاهزة لإطلاق روبوتات دردشة في مراحلها الأولى، لأنها لم تكن بالمستوى المطلوب من الأمان والموثوقية.
وبيّن أن هذا الحذر انعكس أيضًا على بعض منتجات الذكاء الاصطناعي للشركة، مثل مولّد الصور الذي واجه مشكلات تتعلق بدقته التاريخية، ومحرك البحث الذكي الذي قدم في بداياته توصيات مضحكة مثل "إضافة الغراء إلى البيتزا لتثبيت الجبن".
وأجرت غوغل مؤخرًا لفتة تقدير لجهود هينتون، إذ أعلنت تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار كندي لتأسيس كرسي هينتون للذكاء الاصطناعي في جامعة تورنتو، حيث عمل البروفيسور لعقود وأسهم في تطوير أبحاث الشبكات العصبية.
وأوضحت الجامعة أنها ستساهم بمبلغ مماثل دعمًا للمبادرة، التي تهدف إلى توفير بيئة بحثية رائدة للعلماء الشباب المتخصصين في الذكاء الاصطناعي.
وقد غادر هينتون غوغل عام 2023 نتيجة مخاوفه بشأن التأثيرات المستقبلية للذكاء الاصطناعي على المجتمع وسوق العمل، ومنذ ذلك الحين حذّر مرارًا من المخاطر الأخلاقية والتقنية لهذه التكنولوجيا الناشئة.
وفي عام 2024، حصل هينتون على جائزة نوبل في الفيزياء بفضل عمله الريادي في تطوير الشبكات العصبية التي أرست الأسس العلمية للذكاء الاصطناعي الحديث.
وفي بيان صادر عنها، قالت غوغل إن "عمل جيفري خلال مسيرته الأكاديمية وفي فترة تواجده داخل الشركة وضع اللبنة الأساسية للذكاء الاصطناعي الحديث، وإن إنشاء هذا الكرسي في جامعة تورنتو يكرّم إرثه ويشجع المزيد من الأبحاث الطموحة التي تعكس روح الابتكار التي كان يؤمن بها".
