لوحة رامبرانت النادرة تعود للظهور بعد أكثر من 100 عام على الاختفاء
تستعد دار سوذبيز في لندن لطرح واحدة من أندر لوحات الفنان الهولندي رامبرانت، في مزاد أساتذة الفن القدامى والقرن التاسع عشر، المقرر عقده في 3 ديسمبر، وسط توقعات بأن يصل سعرها إلى 7 ملايين جنيه إسترليني، ضمن واحدة من أكبر المجموعات الفنية التي تعرضها الدار خلال السنوات الست الأخيرة، حيث تضم 31 عملاً نادراً، نصفها لم يظهر للعامة منذ أكثر من مائة عام.
اللوحة التي تشعل اهتمام خبراء الفن هي "القديس يوحنا في باتموس"، وهي عمل نادر يظهر فيه القديس يوحنا جالسًا، يداه مطويتان فوق كتاب، بينما تُحيط به تفاصيل رمزية بارزة: شجرة نخيل خلفه ونسر "رمز القديس" إلى يمينه.
وقد استوحى رامبرانت ملامح وجه القديس من ابنه تيتوس فان راين، ما يمنح العمل بعدًا إنسانيًا خاصًا، ويجعله من فئة "البورتريه التاريخي"، التي برع الفنان في صياغتها.
اللوحة ذات تاريخ طويل ومعقد؛ فقد عُرضت آخر مرة للجمهور عام 1923 في متحف جيمينتيموزيوم في لاهاي، قبل أن تختفي تمامًا لأكثر من قرن، ولم يعرف عنها سوى صورة بالأبيض والأسود، وظلّت ملكًا لعائلة الصناعي الألماني فريدريش "فريتز" تايسن، حتى إعادة اكتشافها في 2024، ويُعدّ ظهورها العلني في مزاد سوذبيز أول عرض مباشر لها منذ أكثر من مائة عام.
وتكشف التحاليل الفنية الحديثة التي أجرتها سوذبيز عن تفاصيل مذهلة في طبقات الرسم وضربات الفرشاة وتطور التكوين، ما يؤكد نسب اللوحة إلى أسلوب رامبرانت المتأخر المعروف بتجسيده العميق للحضور الروحي والدرامي.
وإلى جانب هذه التحفة الفنية، يضم المزاد أعمالًا مهمة لبيتر بروغل الأصغر، وهانز إيورث، وبيتر بول روبنز، من بينها لوحات لم تُعرض منذ عقود طويلة، ما يجعل هذا الحدث واحدًا من أكثر مزادات لندن انتظارًا هذا العام.
وتصف سوذبيز هذا الموسم بأنه "فرصة نادرة لرؤية أعمال بقيت حبيسة المجموعات الخاصة لسنوات طويلة”، مؤكدة أن مجموعة هذا العام تمثل إحدى أهم لحظات سوق الفن العالمي في 2025.
