كيف ردت أوبن إيه آي على اتهامها بالمسئولية عن إنهاء مراهق لحياته؟
قدّمت شركة أوبن أيه آي، المطوّرة لروبوت الدردشة الشهير شات جي بي تي، دفاعها القانوني أمام المحكمة بعد اتهامها بالتسبب في تخلص مراهق أمريكي من حياته يبلغ من العمر 16 عامًا، في قضية أثارت جدلًا حول حدود الذكاء الاصطناعي ومسؤوليته الأخلاقية.
الواقعة تعود إلى أغسطس الماضي، حين رفع والداه، ماثيو وماريا رين، دعوى قضائية ضد أوبن أيه آي ومديرها التنفيذي سام ألتمان، متهمين الشركة بالتقصير المؤدي إلى وفاة ابنهما آدم، بعد أن طلب من شات جي بي تي المساعدة في التخطيط للتخلص من حياته.
وتؤكد العائلة أن روبوت الدردشة زوّد المراهق بمواصفات فنية تتعلق بطرق إنهاء الحياة، من بينها جرعات الأدوية والاختناق بغاز أول أكسيد الكربون، بل وصف له العملية بأنها "إنهاء حياة جميل".
تفاصيل دعوى قضائية ضد أوبن أيه آي
في المقابل، ردّت أوبن أيه آي بأن المستخدم تجاوز أنظمة الأمان المدمجة في المنصة، وهو ما يعد انتهاكًا لبنود الاستخدام التي تحظر "التحايل على إجراءات الحماية".
وأشارت إلى أن روبوت شات جي بي تي وجّه الشاب أكثر من مائة مرة إلى طلب المساعدة المهنية، قبل أن يتمكن من التحايل على القيود.
وأضافت الشركة أن ملفها المقدم للمحكمة تضمن مقتطفات من محادثات آدم مع الروبوت، لكنها أودعت تحت السرية القضائية حفاظًا على الخصوصية.
وأوضحت الشركة أن الفتى كان يعاني من اضطرابات نفسية وحالة اكتئاب مزمنة، ولديه تاريخ سابق من ميول التخلص من الحياة، مشيرة إلى أنه كان يتناول علاجًا دوائيًا قد يسهم في تفاقم هذه الأفكار.
محامي العائلة، جاي إدلسون، قال إن رد الشركة "يحاول تبرئة نفسها ولوم الضحية"، مضيفًا أن أوبن أيه آي لم تفسر ما حدث في الساعات الأخيرة من حياة الشاب، عندما "قدّم له شات جي بي تي خطاب تحفيز ثم عرض كتابة رسالة تخلص من الحياة".
وتأتي هذه القضية ضمن سلسلة شكاوى مماثلة، إذ رُفعت سبع دعاوى جديدة ضد الشركة تتعلق بثلاث حالات التخلص من الحياة أخرى، وأربع حالات لاضطرابات نفسية وصفت بأنها "ناجمة عن الذكاء الاصطناعي".
ومن بين الحالات المشابهة، الشاب زاين شامبلين البالغ من العمر 23 عامًا، الذي تحدث لساعات مع شات جي بي تي قبل تخلصه من حياته.
ووفق الدعوى، حاول تأجيل قراره لحضور حفل تخرج شقيقه، لكن الروبوت أجابه: "تأجيل التخلص من الحياة ليس فشلاً، المسألة مجرد توقيت".
القضية التي رفعتها عائلة رين ضد أوبن أيه آي من المتوقع أن تُعرض أمام هيئة المحلفين قريبًا، في واحدة من أكثر القضايا حساسية في تاريخ الشركات المطوّرة للذكاء الاصطناعي.
