مقاطع فيديو جديدة تكشف لحظة اصطدام طائرتي هليكوبتر في حادث كوينزلاند الشهير
شهدت جلسات التحقيق المفتوح في أستراليا عرض مشاهد غير مسبوقة توثق اللحظات الأخيرة قبل اصطدام طائرتي هليكوبتر تابعتين لمنتجع «سي وورلد» في ولاية كوينزلاند عام 2023.
الحادث أسفر عن مقتل أربعة أشخاص في واحدة من أسوأ كوارث الطيران السياحي في البلاد. وقد عُرضت المقاطع، التي صُوّرت من داخل المروحيتين ومن قبل شهود على الأرض، أمام المحكمة مع بدء إجراءات التحقيق التي ستستمر لأسابيع.
لحظات اصطدام طائرة ومقتل أربعة أشخاص
وأظهرت اللقطات الثواني الحرجة التي سبقت تصادم طائرتي الهليكوبتر فوق منطقة «غولد كوست برود ووتر».
وأسفر الحادث عن مقتل الزوجين البريطانيين رون وديان هيوز، إضافة إلى قائد إحدى الطائرتين آش جينكنسون، والأم الأسترالية فانيسا تادروس، بينما نجا طفلها نيكولاس، البالغ 10 سنوات، رغم إصابته بجروح خطيرة تركته في حالة حرجة إلى جانب طفلين آخرين.
وحضر أفراد من عائلات الضحايا الجلسة الافتتاحية، بينهم زوج فانيسا تادروس، في لحظة مؤثرة تزامنت مع عرض المقاطع المؤلمة أمام القاضي.
وبحسب ما أوضحه مستشار التحقيق إيان هارفي، فإن الفيديوهات تكشف «استنتاجًا لا مفر منه» مفاده أن كلا الطيارين لم يتمكنا من رؤية الآخر قبل لحظة الاصطدام، رغم تمتعهما بخبرة طويلة وتشغيلهما طائرات حديثة مزودة بأنظمة أمان متقدمة.
وأضاف أن جلسات التحقيق ستتعمق في دراسة إجراءات التدريب، وفحوص السلامة، وأنظمة الاتصال المعتمدة من قبل مشغل الرحلات الجوية.
وكان الاصطدام قد وقع بعد أقل من 30 ثانية على إقلاع إحدى الطائرتين في رحلة قصيرة لمشاهدة المعالم، لتسقط الطائرة التي كان يقودها جينكنسون منقلبة فوق ضفة رملية، فيما تمكن الطيار مايكل جيمس من الهبوط اضطراريًا بالطائرة الثانية رغم تعرضها لأضرار جسيمة.
شهادات مروعة حول الحادث
وأفاد محققون من الشرطة بأن المشهد في موقع الحادث كان «فوضويًا»، مع تناثر الحطام ومحاولات المدنيين تقديم المساعدة للمصابين. ووصف أحد الضباط الطائرة الأولى بأنها كانت «حطامًا مشوهًا بالكامل» عند وصوله.
وتأتي هذه التحقيقات بعد تقرير الهيئة الأسترالية لسلامة النقل، الذي أكد أن الحادث كان «قابلًا للتفادي» لو تمت معالجة سلسلة من «عوامل الخطورة»، بما في ذلك أعطال في الاتصالات اللاسلكية ونواقص في أنظمة السلامة.
وقال مدير شركة «كارتر كابنر لو» إن التحقيق الحالي «قد يفتح الباب أمام توجيه اتهامات جنائية»، مشيرًا إلى أن هناك أسئلة ملحّة حول سبب تشغيل عدد كبير من الطائرات في نطاق جوي واحد باستخدام معدات اتصال غير فعالة.
وأكدت القاضية كارول لي أن التحقيق سيبقي «خسارة أربعة أرواح» في صلب مداولاته، بينما سيستمع إلى شهادات ناجين، ومحققي هيئة السلامة الجوية، والشرطة، وموظفي شركة «سي وورلد هليكوبترز». ومن المقرر استمرار الجلسات لمدة ثلاثة أسابيع.
