اكتشاف تابوت روماني مغلق منذ 1700 عام.. ماذا وجد العلماء بداخله؟
عثر علماء آثار متحف التاريخ في بودابست على تابوت روماني حجري يعود تاريخه إلى نحو 1700 عام في منطقة أوبودا شمال العاصمة المجرية.
وتنتمي هذه المنطقة إلى موقع أكوينكوم الروماني التاريخي على حدود نهر الدانوب، والذي كان مركزًا حضريًا هامًا وجهة تجارية واستراتيجية خلال فترة الحكم الروماني.
تفاصيل اكتشاف تابوت روماني
وكان التابوت المصنوع من الحجر الجيري، مغلقًا بإحكام بواسطة غطاء حجري مثبت بمشابك معدنية وطبقة من الرصاص المصهور، مما ساعد في حمايته من السرقات والتلف، حيث لم يُفتح أو يُعبث به منذ دفن الفتاة داخله.
وعندما قام الباحثون برفع الغطاء بعناية، عثروا على هيكل عظمي مكتمل محاط بعشرات القطع الأثرية.
وقالت عالمة الآثار غابرييلا فينيش: "ما يميز هذا الاكتشاف هو أن التابوت مغلق بإحكام ولم يتعرض لأي عبث سابق، مما يوفر فرصة نادرة لدراسة محتوياته في حالة ممتازة".
كان التابوت يقع بين بقايا منازل مهجورة تعود إلى القرن الثالث، وتم تحويل المنطقة لاحقًا إلى مقبرة. إلى جانب التابوت، اكتشف الفريق قناة رومانية للمياه وثمانية قبور أبسط، لكنها لم تضاهي غنى وحالة التابوت المحفوظ.
A remarkably well-preserved Roman sarcophagus has been unearthed in Hungary’s capital, offering a rare window into the life of the young woman inside and the world she inhabited around 1,700 years ago. https://t.co/oZ93eszpOy
— ABC News (@ABC) November 23, 2025
وتبعًا للتقاليد الرومانية المتعلقة بالدفن، ضم التابوت عدة أشياء من بينها وعاءان زجاجيان بحالة ممتازة، تماثيل برونزية، ونحو 140 قطعة نقدية، إلى جانب مشبك للشعر وعقد من الكهرمان، وأثار أقمشة مزينة بخيوط ذهبية.
ويشير كل ذلك إلى أن المتوفاة كانت شابة من عائلة ذات وضع اجتماعي راقٍ.
وقالت فينيش إن الأغراض كانت بمثابة هدايا قدمها أقاربها "لرحلة الأبدية"، مؤكدة أن الدفن تم بعناية فائقة تعكس محبة عميقة من أهل المتوفاة.
وتشكل هذه المنطقة، التي كانت معروفة في العصور الرومانية بمقاطعة بانونيا، جزءًا من الحدود الرومانية على نهر الدانوب التي تبعد أقل من كيلومترين عن موقع التابوت. ويبعد عن الموقع معسكر للرومان، ويعتقد أن التابوت يعود إلى مستوطنة مدنية نشأت حول هذا المعسكر.
ويعمل فريق الأنثروبولوجيين الآن على فحص بقايا العظم لكشف مزيد من المعلومات عن عمر الشابة وصحتها وأصلها، فيما أشار الخبراء إلى أن وفرة ونوعية القطع الأثرية تدلّ على مكانة اجتماعية مرموقة للمتوفاة.
