أول تجربة من نوعها عالميًا.. درّاج يقفز بين شاحنات ذاتية القيادة (فيديو)
حقق راكب الدراجات الجبلية والمحترف في فريق ريد بُل، البريطاني مات جونز، إنجازًا استثنائيًا بعد أن أصبح أول شخص في العالم يقفز بدراجته عبر مسافة تفصل بين شاحنتين ذاتيتي القيادة أثناء حركتهما المتزامنة.
وتم تنفيذ القفزة في أحد المطارات القريبة من مقر شركة سكانيا في مدينة سودرتاليا السويدية، وذلك ضمن مشروع مشترك يجمع بين الرياضات الخطرة والتقنيات الهندسية المتقدمة في مجال المركبات الذاتية.
وأوضحت شركة سكانيا أن التحدّي شكّل تجسيدًا لامتزاج الجرأة البشرية بالدقة الميكانيكية، إذ لم يكن من الممكن إنجاز القفزة لولا نظام القيادة الذاتية المتطور الذي أتاح للشاحنتين التحرك بتناغم كامل ودون أي تدخل بشري مباشر، في تجربة وصفت بأنها لحظة فارقة في عالم المغامرات.
تفاصيل القفزة في تجربة سكانيا وريد بُل
أوضح مات جونز أن تنفيذ التحدي تطلّب مستوى عاليًا من التركيز، إذ لم تتجاوز "نافذة النجاح" المتاحة أمامه ثانية واحدة فقط.
ووصف القفزة بأنها "اختبار حقيقي للأعصاب" بسبب اعتمادها الكامل على التوقيت الدقيق أثناء حركة الشاحنتين المتقاطعة.
وقال جونز: "أفرغت ذهني تمامًا وحاولت أن أتصرف كما لو كنت آلة تعمل تلقائيًا. ثبّتُّ نظري على الطريق أمامي، بينما أراقب الشاحنتين من طرف بصري منتظرًا اللحظة التي تتقاطعان فيها وتُحدثان المساحة التي سأقفز عبرها".
وأضاف أنه شعر باندفاع كبير من الأدرينالين في منتصف القفزة عندما بدأ يشاهد نقطة الهبوط على الجانب الآخر، مؤكدًا أن التجربة كانت "غير واقعية بكل المقاييس".
من جانبه، وصف بيتر هافمار، رئيس قسم الأنظمة الذاتية في شركة سكانيا، التجربة بأنها "نموذج مثالي لالتقاء الذكاء الاصطناعي بالشجاعة البشرية".
وأوضح أن الفريق الفني كان مطالبًا بضبط حركة الشاحنتين بدقة فائقة لضمان تزامن مثالي لا يسمح بأي هامش للخطأ.
وأشار هافمار إلى أن تقنيات القيادة الذاتية مكّنت الفريق من خلق نافذة زمنية دقيقة سمحت لجونز بتنفيذ القفزة بأمان، معتبرًا أن هذا التعاون يثبت القدرات العملية للمركبات الذاتية، ليس فقط على الطرق التقليدية، بل أيضًا في بيئات الاختبار عالية التعقيد.
أخطر قفزة بالدراجات في العالم
ويُجسد هذا الإنجاز التعاون الوثيق بين شركتي سكانيا وريد بُل في ابتكار مشاريع تمزج بين الرياضة، الابتكار، والتكنولوجيا المتقدمة؛ فبينما تمثل الدراجات الجبلية رمز الشجاعة الفردية والجرأة، تجسد الشاحنات الذاتية قمة الدقة والتطور الصناعي.
وعند اجتماع هذين العنصرين في تجربة واحدة، ينشأ مشهد يختزل قصة الإنسان والتقنية في لحظة واحدة من التحدي والإبداع.
وأصبح مات جونز بهذا الإنجاز رمزًا جديدًا في عالم رياضات المغامرة، بعد أن تحدى قوانين التوقيت والجاذبية، منفذًا قفزة وُصفت بأنها "مستحيلة التنفيذ" لولا التعاون الذكي بين الإنسان والآلة.
