حبال قديمة بقيمة مليون جنيه إسترليني تُعرض في قلب لندن
افتتح الفنان البريطاني ديفيد شريغلي معرضه الفردي الجديد بعنوان "معرض الحبل القديم" في صالة ستيفن فريدمان بلندن، حيث يتكون العمل من كومة ضخمة من الحبال المهملة تزن عشرة أطنان، مكدسة على أرضية المعرض.
شريغلي، المعروف بأسلوبه الساخر ورسوماته البسيطة، يقدم هذا العمل كتعليق مباشر على المثل الشعبي "الحبل القديم لا قيمة له"، محولًا العبارة إلى تجربة فنية قابلة للشراء، في خطوة تعكس رؤيته الساخرة تجاه سوق الفن المعاصر.
مصادر الحبال المستخدمة في معرض الحبل القديم
وقضى شريغلي عدة أشهر في البحث عن الحبال المهملة في أنحاء المملكة المتحدة، معظمها كان مخصصًا للإتلاف أو مكبات النفايات.
وتنوعت مصادر هذه الحبال بين الاستخدامات البحرية مثل حبال تثبيت السفن، وحبال شباك الصيد، إلى معدات تسلق الجبال، وأدوات تنظيف النوافذ، ومزارع الرياح البحرية، والمدارس المتخصصة في التسلق، وشركات السقالات.
وهذا التنوع في مصادر الحبال يضيف بعدًا رمزيًا للعمل، حيث يعكس تعدد الاستخدامات السابقة لهذه المواد قبل أن تُعتبر "نفايات"، ويعزز من فكرة إعادة النظر في ما يُعتبر فنًا وما يُعتبر مهملاً.
فكرة معرض الحبل القديم ومغزاه الفني
وأوضح شريغلي أن فكرة "معرض الحبل القديم" بدأت من تأمله في المثل الشعبي الذي يشير إلى أن "الحبل القديم بلا فائدة".
وأضاف أن الحبال يصعب إعادة تدويرها، ما يجعلها منتشرة في البيئة دون استخدام، ومن هنا جاءت الفكرة: تحويل هذه الكومة إلى عمل فني، ثم طرحه للبيع بسعر مليون جنيه إسترليني.
ويرى شريغلي أن هذا السعر عادل، ليس فقط بسبب كمية الحبال، بل لأن الفكرة نفسها تحمل قيمة فنية تستحق التأمل؛ إذ يعكس العمل اهتمامه بكيفية تقييم الناس للفن، ويطرح سؤالاً ضمنيًا حول حدود الفن المفاهيمي.
اقرأ أيضاً مزاد نادي الصقور السعودي يحقق مبيعات صقور بـ 156 ألف ريال
وكما هو الحال مع معظم أعمال الفن المفاهيمي، أثار "معرض الحبل القديم" ردود فعل متباينة بين الجمهور والنقاد.
والبعض اعتبره استفزازًا متعمدًا لمعايير الفن التقليدية، بينما رأى آخرون أنه امتداد طبيعي لتاريخ "الجاهز الصنع" في الفن، الذي بدأه مارسيل دوشامب قبل أكثر من قرن.
وأشار الصحفي إيدي فرانكل من صحيفة الغارديان إلى أن توقيت المعرض يثير تساؤلات، خاصة أن صالة ستيفن فريدمان تعاني من خسائر مالية كبيرة، ما يجعل الرسالة التي يحملها العمل أكثر تعقيدًا، وكأن شريغلي يقول: "أنتم تشترون أي شيء، حتى لو كان مجرد حبل قديم".
