هل تجرؤ على مواجهة الذكاء الاصطناعي؟ وجهك قد يحدد مستقبلك المهني
أجرى فريق بحثي من جامعة بنسلفانيا بقيادة الدكتور ماريوس غوينزل دراسة متقدمة، كشفت عن خوارزمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل ملامح الوجه واستخلاص السمات الشخصية لأصحابها، وفق ما يُعرف في علم النفس بـ"السمات الخمس الكبرى"، التي تشمل الانفتاح والضمير والانبساط والقبول العصبي والاستقرار العاطفي.
اعتمد فريق البحث على قاعدة بيانات ضخمة، تضم صور نحو 96 ألف خريج من برامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA)، لتدريب خوارزمية ذكاء اصطناعي على تحليل ملامح الوجوه واستنتاج السمات الشخصية لأصحابها.
اقرأ أيضًا: خوارزميات الذكاء الاصطناعي قد تكتشف السرطان في مرحلته "الصفرية"!
ومن خلال هذه التجربة، سعى الباحثون إلى اختبار مدى قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالنتائج المهنية للخريجين، انطلاقًا من ملامح وجوههم فقط، في محاولة مثيرة للجدل تربط المظهر الخارجي بالمصير العملي.
فقد أظهرت التحليلات أن الذكاء الاصطناعي استطاع تكوين تصورات تقريبية حول احتمالات النجاح والدخل والمناصب المستقبلية.
استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الوجه
أظهرت نتائج الدراسة ارتباطًا واضحًا بين خصائص الوجه وبعض المؤشرات العملية، مثل مستوى الدخل والمناصب التي يشغلها أصحاب الصور.
ومع أن هذا لا يعني وجود علاقة سببية مباشرة، إلا أن الذكاء الاصطناعي تمكن من تحديد اتجاهات تنبؤية توحي بإمكانية استخدام ملامح الوجه كمؤشر لقياس الكفاءة أو احتمالية النجاح، وهو ما أثار نقاشًا واسعًا حول حدود مسؤولية التقنية ودقتها.
ويرى باحثو الجامعة أن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الوجوه قد يساعد في فهم العلاقة بين المظهر الخارجي والسمات السلوكية، لكنهم يحذرون من تطبيق تلك النتائج في التوظيف أو التقييمات البشرية، لما قد تحمله من تحيزات خفية تصعب السيطرة عليها.
وتسعى فرق بحثية أخرى حاليًا لاختبار النموذج ذاته في مجالات مالية مثل تقييم الجدارة الائتمانية، أي استخدام ملامح الوجه لتقدير مدى موثوقية المقترض وقدرته على السداد.
ويرى بعض الباحثين في الفكرة فرصة لمن لا يمتلكون تاريخًا ائتمانيًا، بينما يعتبرها نقاد المجال المالي خطوة خطيرة قد تفتح الباب أمام قرارات تمييزية مغلفة بالذكاء الاصطناعي، كتلك التي يمكن أن ترفض طلب قرض بناء على "شكل لا يطمئن الخوارزمية".
ومع تسارع تقنيات تحليل الصور وتكاملها في قطاعات العمل والتمويل، تتزايد الدعوات لوضع أطر قانونية وأخلاقية تنظم كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي، وتضمن أن تظل قرارات البشر في مركز التحكم لا مجرد انعكاس لخوارزميات تتعلم من صورنا وملامحنا.
