ثورة فورد الكهربائية تواجه العقبات: هل تنهي الشركة F-150 لايتنينج؟
تواجه شاحنة F-150 لايتنينج من فورد، التي وُصفت عند إطلاقها عام 2021 بأنها ثورة في عالم الشاحنات الكهربائية، خطر وقفها بعد ثلاث سنوات فقط من دخولها خطوط الإنتاج، بحسب ما نقلته صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة داخل الشركة.
ورفضت فورد التعليق رسميًا على الخطط المستقبلية، مكتفية بتأكيد أن F-150 لايتنينج لا تزال "الشاحنة الكهربائية بالكامل الأكثر مبيعًا في الولايات المتحدة"، رغم تراجع الطلب في السوق.
وقال المتحدث باسم فورد، إيان ثيبودو، في تصريح لوكالة بلومبرغ: "نركز حاليًا على إنتاج طرازات F-150 بمحركات الاحتراق الداخلي والهجينة، في الوقت الذي نتعافى فيه من آثار الحريق الذي طال مصنعًا يزوّدنا بقطع الغيار".
وأضاف أن مركز "روج" المخصص للسيارات الكهربائية "سيُعاد تشغيله في الوقت المناسب"، لكنه لم يحدد جدولًا زمنيًا لذلك.
فورد تراجع إنتاج F-150 لايتنينج
عند إطلاقها، مثّلت F-150 لايتنينج رؤية فورد للمستقبل: شاحنة كهربائية أنيقة تجمع بين القوة العملية والتقنيات المتقدمة.
وتُوفّر الشاحنة منافذ طاقة لتشغيل الأدوات والمعدات، وتدعم نظام القيادة الذاتية BlueCruise، الذي يسمح بالقيادة دون استخدام اليدين على الطرق السريعة.
اقرأ أيضا: فورد تُطلق تجربة «موستانج الغامرة» في لوس أنجلوس احتفالًا بـ60 عامًا من الأيقونة الأمريكية
كما تفوقت من حيث السعر والتصميم على منافسيها مثل تيسلا سايبرترك وجي إم سي هامر وريفيان R1T، ما جعلها عند إطلاقها تُصنف كـ"أفضل بيك أب كهربائية متكاملة".
رغم هذه الانطلاقة القوية، لم تحقق F-150 لايتنينج المبيعات التي توقعتها الشركة، فقد باعت فورد نحو 33,510 وحدة فقط في عام 2024، وهو رقم ضئيل مقارنة بمبيعات سلسلة شاحنات F التقليدية التي تجاوزت 834,000 شاحنة في العام نفسه.
وتواجه الشاحنة مشكلات جوهرية تتعلق بمدى القيادة المحدود أثناء السحب، إذ يؤدي قطر المقطورات إلى استنزاف البطارية بسرعة كبيرة، وهو ما يجعلها خيارًا غير عملي لكثير من سائقي الشاحنات التجارية.
كما أثّر انتهاء الإعفاءات الضريبية الفيدرالية للمركبات الكهربائية في الولايات المتحدة على جاذبيتها السعرية، في وقت تشهد فيه السوق تباطؤًا عامًا في مبيعات السيارات الكهربائية.

ويرى محللون أن قرار فورد المحتمل بإيقاف إنتاج F-150 لايتنينج قد لا يكون نهائيًا، بل إجراءً مؤقتًا لإعادة هيكلة خط الإنتاج أو تطوير نسخة جديدة أكثر كفاءة.
فبينما تواجه الصناعة تباطؤًا في الطلب، لا يبدو أن التحول الكهربائي في قطاع السيارات سيتراجع بالكامل، بل يتجه إلى موجة تطوير ثانية بتقنيات بطاريات أرخص وأكثر استدامة.
ويرى خبراء أن فورد، رغم خيبة الأمل في المبيعات الحالية، لن تتخلى عن مشروعها الكهربائي بالكامل، خاصة مع تصاعد المنافسة في هذا القطاع واحتفاظ الشركة بخبرة تطويرية واسعة قد تُعيد توظيفها لاحقًا في جيلٍ جديد من الشاحنات الكهربائية.
