إيلون ماسك "قد" يصبح أول تريليونير في التاريخ "بشرط"
يترقب العالم قرار مساهمي شركة "تسلا" هذا الأسبوع، بشأن إقرار حزمة الأجور الجديدة الخاصة برئيسها التنفيذي إيلون ماسك، والتي قد تجعله أول تريليونير في التاريخ، في حال تحقق جميع الأهداف المرتبطة بها.
وبحسب ما أوردته شبكة CNN، فإن الحزمة المقترحة تصل قيمتها إلى تريليون دولار، وتمنح ماسك حصة إضافية بنسبة 12% من أسهم الشركة، موزّعة على 12 دفعة خلال 10 سنوات، شريطة أن تحقق "تسلا" قفزات هائلة في الإنتاج والتقنيات المستقبلية.
ومن أبرز الشروط المطلوبة أن تصل مبيعات الشركة إلى 20 مليون سيارة كهربائية إضافية، وتشغيل مليون روبوت روبوتاكس، وبيع مليون روبوت مدعوم بالذكاء الاصطناعي، إلى جانب تحقيق 10 ملايين مشترك في برنامج القيادة الذاتية الكامل، ورفع القيمة السوقية لـ"تسلا" إلى 8.5 تريليونات دولار أي ما يعادل 6 أضعاف قيمتها الحالية البالغة نحو 1.5 تريليون دولار.
مشكلات داخل تسلا
وتواجه هذه الحزمة معارضة من كبار المستثمرين والمؤسسات المالية العالمية، بينهم صندوق الثروة السيادي النرويجي، وبعض صناديق المعاشات الأمريكية، الذين وصفوا الخطة بأنها "مبالغ فيها"، وتشكل خطرًا على استقرار الشركة وسمعتها.
كما علّق بعض المحللين على المفارقة بين مكافأة بهذا الحجم وتراجع أداء "تسلا" مؤخرًا، إذ انخفضت مبيعات سياراتها الكهربائية بنسبة 6% هذا العام، مع توقعات بتراجع إضافي بنسبة 7% في عام 2025، وسط منافسة متصاعدة من شركات صينية مثل BYD وXiaomi وXPeng وNIO.
اقرأ أيضًا: إيلون ماسك يُطلق "جروكيبيديا": موسوعة ذكية جديدة تنافس ويكيبيديا
وفي السياق ذاته، أشار روس جربر الرئيس التنفيذي لشركة Gerber Kawasaki لإدارة الثروات، إلى أن تركيز ماسك على مشروعاته الأخرى مثل شركته في الذكاء الاصطناعي "xAI" يمثل تهديدًا لشركة تسلا، قائلاً: "كان بإمكان تسلا أن تكون الشركة الأكثر تأثيرًا في مكافحة التغير المناخي، لكنها باتت تتجه نحو مشاريع أقل إنتاجية".
ويرى ماسك أن هذه الحزمة لا تمثل مكافأة مالية بقدر ما هي آلية لضمان استمراره في السيطرة على الشركة، مؤكدًا خلال مكالمة مع المستثمرين أنه يحتاج إلى حصة كبيرة تُمكّنه من الحفاظ على تأثيره داخل تسلا "من دون أن يكون غير قابل للفصل إذا جنّ جنونه"، على حد تعبيره.
في المقابل، يرى مؤيدو ماسك أن نجاح الحزمة سيؤكد دوره المحوري في مستقبل "تسلا"، خصوصًا مع توسعها في الروبوتات والسيارات ذاتية القيادة.
وقال المحلل دان إيفز من شركة Wedbush Securities: "ماسك هو الأصل الأهم لتسلا، والمستثمرون يدركون أن قيادته هي مفتاح التحول نحو المستقبل الروبوتي".
وتشير تقديرات المحللين إلى أنه في حال تحقق أهداف الحزمة بالكامل، سيكسب ماسك ما يعادل 275 مليون دولار يوميًا على مدى 10 سنوات، من دون راتب نقدي أو مكافآت تقليدية، إذ تعتمد المكافأة بالكامل على نمو القيمة السوقية لأسهم الشركة.
ومن المقرر أن يُحسم القرار خلال اجتماع الجمعية العامة السنوي لـ"تسلا" يوم الخميس المقبل، حيث يتابع المستثمرون عن كثب ما إذا كانت الشركة ستُدخل ماسك رسميًا موسوعة الأثرياء التريليونيين، أو إن كان رفض الحزمة سيدفعه إلى الانسحاب من "تسلا" في خطوة قد تهز صناعة السيارات الكهربائية عالميًا.
