كيف تعرقل أزمة الطاقة توسع مايكروسوفت وأوبن إيه آي؟
في تحول حاد لعقبات توسع الذكاء الاصطناعي، أعلن ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، أن الشركة تمتلك وحدات معالجة الرسوميات مكدسة في المخازن غير قادرة على التشغيل بسبب نقص في البنية التحتية الكهربائية اللازمة، ما يعكس أزمة جديدة في قطاع الذكاء الاصطناعي بعد سنوات من التركيز على نقص المكونات الإلكترونية.
"التحدي الأكبر الذي نواجهه الآن ليس فائض في القدرة الحاسوبية، بل هو نقص في الطاقة وحاجة مراكز البيانات إلى بنية تحتية كهربائية متطورة يتم تجهيزها بسرعة"، أوضح ناديلا خلال لقاء بودكاست مع سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لأوبن إيه آي.
هذا الانتقال من أزمة نقص الشرائح إلى أزمة الطاقة يعكس تعقيدات تشغيل مراكز البيانات الحديثة، والتي تحتاج لكميات هائلة من الكهرباء؛ إذ يستهلك مركز بيانات كبير ما بين 2 إلى 19 مليون لتر ماء يومياً للتبريد فقط، وتستهلك كل وحدة من وحدات الخادم حوالي 130 كيلوواط، مع معدلات استهلاك مترتبة لمراكز ضخمة تصل إلى 100 ميجاوات وتخطط لمشاريع بقدرات تصل إلى غيغاواط، مقدار كهرباء يوازي استهلاك مئات الآلاف من المنازل.
تحديات الطاقة الهائلة لمراكز البيانات الحديثة
وزاد الوضع سوء أن استهلاك الكهرباء المرتفع هذا جاء في وقت ظل فيه الطلب الكهربائي في الولايات المتحدة مستقراً لعقد من الزمن، قبل أن يشهد زيادة حادة خلال السنوات الخمس الماضية بسبب انتشار مراكز البيانات، حيث لم تواكب شركات الكهرباء تلك الزيادة بمصادر كافية، مما دفع مطوري مراكز البيانات للبحث عن حلول بديلة عن شبكة الكهرباء التقليدية.
وأضاف ناديلا أن هناك نقصاً في ما يعرف بـ "القوالب الدافئة" وهي المباني الجاهزة بسرعة لاستقبال وحدات المعالجة، وهو دليل على التأخر الكبير بين سرعة شراء التكنولوجيا والبطء في تطوير البنية التحتية للطاقة التي تحقق تشغيل تلك التكنولوجيا.
تفاصيل الاستثمار في الطاقة النظيفة لحل أزمة الطاقة
أما سام ألتمان فقد أشار إلى المخاطر الاقتصادية الناجمة عن توقيع شركات على عقود طويلة الأمد مع مزودي الطاقة، مما يجعلها عرضة للخسائر في حال ظهور مصادر طاقة أرخص على نطاق واسع. لكنه أعرب عن أمله في مبدأ "مفارقة جيفونز" الذي يرى أن زيادة كفاءة الطاقة قد تؤدي في النهاية إلى زيادة الاستهلاك الكلي.
اقرأ أيضا: الذكاء الاصطناعي يعيد رسم خريطة التوظيف في مايكروسوفت
في مواجهة هذا العجز المحتمل، يتجه القطاع التكنولوجي بشكل متزايد إلى الطاقة الشمسية بفضل تكلفتها المنخفضة وانبعاثاتها الصفرية وسرعة تركيبها، كما يستثمر كبار القادة مثل ألتمان شخصياً في مشاريع طاقة متنوعة تشمل الانشطار النووي والطاقة الاندماجية والطاقة الشمسية المركزة، لكنها لا تزال بعيدة عن القدرة على تعميمها قريباً.
