مفاجأة مناخية: الصحراء الكبرى تستعد لعصر المطر!
كشفت دراسة حديثة لجامعة إلينوي شيكاغو (UIC)، أن الصحراء الكبرى، إحدى أكثر المناطق جفافاً على وجه الأرض، قد تشهد تغيراً جذرياً في مناخها مع نهاية القرن الحالي، حيث من المتوقع أن ترتفع معدلات الأمطار بنسبة قد تصل إلى 75% مقارنة بالمتوسط التاريخي.
اعتمد فريق الباحثين على 40 نموذجاً مناخياً لدراسة اتجاهات الهطول خلال الفترة من عام 2050 إلى 2099، مع مقارنتها ببيانات العقود الماضية.
مستقبل الصحراء الكبرى
أظهرت الدراسة المنشورة في npj Climate and Atmospheric Science، أن مناطق واسعة من أفريقيا ستشهد زيادة عامة في الهطول، أبرزها الصحراء الكبرى، وجنوب شرق أفريقيا (25%)، وجنوب وسط أفريقيا (17%)، مع انحسار الأمطار في الأطراف الجنوبية الغربية.
ويعزو الباحثون هذا التغير إلى قدرة الغلاف الجوي على حمل مزيد من الرطوبة، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة وتحولات الأنظمة الجوية، وهو ما يستدعي تسريع الخطط الوطنية للتكيف مع السيناريوهات الجديدة.
وأشار فريق العمل إلى أن هذه التغيرات ستعيد رسم أنماط الزراعة والموارد المائية والسكان في أفريقيا، ما يحتّم تطوير استراتيجيات مستدامة لإدارة الفيضانات والجفاف والتأقلم مع موجات التطرف المناخي، خاصة مع ترجيحات استمرار تقلبات المناطق الجافة والرطبة لعقود قادمة.
وأكد الفريق العلمي من جامعة إلينوي أهمية دمج تحسين النماذج المناخية في الخطط طويلة المدى، لضمان بناء ثقة المجتمعات في المجال الزراعي والإسكاني والصحي.
وتتوقع الدراسة أن تؤدي الزيادات في الهطول، بجانب احتمالات الجفاف الموسمية، إلى إعادة التوازن البيئي للقارة، مع تحديات وفرص جديدة لإعادة إعمار "الحزام الأخضر" في أكثر مناطق العالم جفافًا.
