ساعات قليلة على عرض كنوز توت عنخ آمون كاملة في مصر
تترقب أوساط الثقافة العالمية مساء اليوم عند السابعة بتوقيت القاهرة والثامنة بتوقيت السعودية انطلاق فعاليات افتتاح المتحف المصري الكبير بالقرب من هرم خوفو، حيث تستعد الجيزة لاستقبال حدث يعكس عراقة الحضارة المصرية ويضع المنطقة تحت الأضواء الدولية.
اقرأ أيضًا: التفاصيل الكاملة عن استعدادات مصر لافتتاح المتحف المصري الكبير
ويعد المشروع الأضخم في تاريخ المتاحف المصرية، إذ يستعد لضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تغطي قرابة سبعة آلاف عام من تاريخ مصر، من العصور الفرعونية الأولى إلى الحقبتين اليونانية والرومانية.
ويأتي هذا الحدث المرتقب ليؤكد مكانة "المتحف المصري الكبير" كوجهة عالمية تعكس الإرث الحضاري المصري وتفتح آفاقًا جديدة للعروض التراثية والبحثية.
محتويات مقبرة توت عنخ آمون في المتحف المصري الكبير
ويركز الاهتمام الدولي على افتتاح قاعة عرض خاصة لمحتويات مقبرة الملك الشاب توت عنخ آمون، التي يُعرض فيها أكثر من 5,500 قطعة أثرية دفعة واحدة، منها القناع الذهبي والعرش والعربات الحربية التي لم تُعرض سابقاً كاملة.
وقد أكد الدكتور طارق توفيق، رئيس الرابطة الدولية لعلماء المصريات، أن كافة التحضيرات جرت بعناية لاستعادة تجربة اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون أمام الزوار كما حدث لأول مرة عام 1922 على يد هوارد كارتر، مشددًا على ضمان عدم بقاء أي قطعة أثرية مخزنة في المتاحف أو المخازن الأخرى.
ويضم المتحف أيضًا المركب الجنائزي للملك خوفو الذي يرجع تاريخه إلى 4,500 عام، ومسلة معلقة بعمر 3,200 عام وطول 16 مترًا للفرعون رمسيس الثاني، إلى جانب تماثيل ضخمة وتنسيق معماري يتيح رؤية بانورامية للأهرامات.
وقد تجددت المطالب الوطنية بضرورة استعادة القطع المصرية الشهيرة من خارج البلاد، على رأسها حجر رشيد من المتحف البريطاني، زودياك دندرة من متحف اللوفر، والتمثال النصفي لنفرتيتي من متحف برلين، كما أطلق الدكتور زاهي حواس عرائض إلكترونية للمطالبة بعودة هذه الكنوز وسط تفاعل واسع من علماء المصريات البارزين، في حين أكدت المتاحف الغربية عدم تلقّي طلبات رسمية بعد.
ويرى المرشدون السياحيون والخبراء أن افتتاح "المتحف المصري الكبير" سيوفر دفعة قوية للقطاع السياحي المصري، مع توقعات بزيارة نحو 8 ملايين شخص سنويًا، مستدلين بحجم الإقبال المترقب وترتيب الجولات تحضيرًا للحدث. وتصف سائحة بريطانية شكل زيارتها السابقة لمقتنيات توت عنخ آمون بـ"المربك"، معربة عن تفاؤلها بأن دخول المتحف الجديد سيقدم تجربة منظمة وغنية للزوار.
وتشهد فرق الترميم المصرية إشادة دولية نظير إنجازاتها في صيانة قطع الملك الذهبي وأبرز المعروضات، مع الالتزام الصارم بالقانون المصري الذي يحصر عمليات الترميم بأيدي مصرية، ويؤكد الدكتور طارق توفيق أن إنجاز المشروع برمته يعكس فخرًا وطنيا ويبرز قدرة علماء المصريات المحليين على منافسة الخبرات العالمية في إدارة المتاحف وحماية التراث.
ويعبر الدكتور زاهي حواس عن أمله في أن يكون افتتاح المتحف المصري الكبير نقطة انطلاق لنهضة أكاديمية جديدة، تجمع بين الجهود المصرية والدولية نحو مزيدٍ من الاكتشافات التاريخية، بينما تؤكد عالمة المصريات مونيكا حنا أن المتحف يرسل رسالة رسمية باستعادة مصر لقيادة ملف الآثار.
