ويكيبيديا تنتقد مشروع إيلون ماسك الجديد: "صُنعت بأيدي البشر لا الآلات"
بعد أيام من إعلان الملياردير الأمريكي إيلون ماسك إطلاق موسوعته الإلكترونية الجديدة غروكيبيديا المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ظهرت على موقع ويكيبيديا رسالة لافتة لمستخدميها الأمريكيين بدت كأنها انتقاد مباشر لمشروع ماسك ومنصته xAI.
في الرسالة، التي ظهرت ضمن حملة تمويل اعتيادية للموقع، أكدت ويكيبيديا أنها لا تخضع لأي جهة ربحية ولا يملكها ملياردير، مشددة على أن محتواها “أنشأه أشخاص حقيقيون وليس الآلات”، وأنها لا تهدف إلى الترويج لأي أيديولوجيا.
وجاء في نص الرسالة الذي دعا المستخدمين للتبرع: “بعد ما يقارب 25 عامًا، تظل ويكيبيديا هي الإنترنت كما وُعدنا به يومًا أنشأها البشر، لا الآلات. قد لا تكون مثالية، لكنها لا تُستخدم لفرض وجهة نظر. إنها مملوكة لمنظمة غير ربحية، وليست شركة تكنولوجية عملاقة أو ملياردير.”
مشروع xAI الجديد لتوليد المعرفة
تزامن ظهور هذه الرسالة مع الأسبوع نفسه الذي أطلق فيه ماسك النسخة التجريبية الأولى من مشروعه غروكيبيديا، الذي وصفه بأنه “تحسين ضخم على ويكيبيديا”.وتستند المنصة الجديدة إلى النموذج اللغوي الكبير"غروك" المطوَّر من قبل شركة xAI، بهدف توليد وتحرير المقالات باستخدام الذكاء الاصطناعي بدلًا من الاعتماد على المتطوعين.
ورغم إعلان ماسك أن المشروع “خطوة ضرورية نحو فهم الكون”، أثار الموقع الحديث جدلاً واسعًا مع انتشار أخطاء واضحة في المحتوى. فقد رصد مستخدمون منشورًا خاطئًا زعم أن السياسي الأمريكي فيفيك راماسوامي تولى دورًا إداريًا في شركة العملات الرقمية DOGE بعد مغادرة ماسك، رغم أن راماسوامي كان قد تركها قبل أربعة أشهر من ذلك التاريخ.
رد ويكيبيديا على انتقادات إيلون ماسك
يُعرف عن ماسك انتقاده المستمر لويكيبيديا خلال السنوات الأخيرة، حيث اتهمها بعدم الحياد في تغطية بعض المواضيع، مشيرًا إلى أنها “تميل إلى الأدلجة أكثر مما تنقل الحقائق”. جاءت رسالته الساخرة على منصة إكس الشهر الماضي لتشير إلى أن مشروعه الجديد سيكون “الموسوعة التي يجب أن تحل محل ويكيبيديا”.
من جانب آخر، لم يصدر أي تعليق رسمي من مؤسسة ويكيميديا، المالكة لويكيبيديا، إلا أن مراقبين رأوا في الرسالة التمويلية الأخيرة “ردًا ذكيًا وغير مباشر” يحمل رسائل متعددة، أبرزها توكيد استقلال الموقع وتمسكه بجذوره الإنسانية في ظل سباق المنصات الجديدة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.
يرى خبراء التقنية أن التنافس بين ويكيبيديا وغروكيبيديا يفتح فصلًا جديدًا في الصراع بين المعرفة الإنسانية والإنتاج الآلي للمعلومات، خاصة مع توسع مشاريع الذكاء الاصطناعي التي تهدف لتوليد المحتوى بدلًا من نقله أو مراجعته.
ويشير محللون إلى أن رسالة ويكيبيديا جاءت في توقيت استراتيجي لتؤكد تمسكها بمبدأ “المعرفة المفتوحة من أجل الجميع”، في وقت يحاول فيه ماسك توظيف الذكاء الاصطناعي لتوسيع تأثيره في مجالي المعلومات والسيطرة الرقمية.
