Galaxy XR: نافذتك الذكية من سامسونج لاستكشاف العالم بشكل جديد
بعد وابلٍ من الشائعات، أطلقت سامسونج أخيرًا نظارة الواقع الممتد Samsung Galaxy XR، التي كان يروَّج لها باسم "مشروع موهان". النظارة نتاج تعاونٍ بين سامسونج، وجوجل، وكوالكم، وكثيرون يعتقدون أنها ستكون البديل الأمثل لنظارتي Meta Quest 3 وApple Vision Pro، فهل هي كذلك فعلا؟ قد يكون الجواب مبكرًا، لكنه يظهر من عنوانه كما يقولون.
لمحة عن نظارة Galaxy XR
إذا اعتُبرت نظارة Vision Pro من آبل بمثابة "آيفون الواقع الافتراضي"، فإن Galaxy XR تمثل المقابل على نظام أندرويد. ومع ذلك، يجدر التنويه إلى أن مصطلح "الواقع الافتراضي VR" قد لا يغطي الصورة كاملة، إذ تنتمي كل من النظارتين إلى فئة أوسع تعرف باسم الواقع الممتد XR، الذي يجمع بين الواقع الافتراضي والواقع المعزز AR.
التصميم والراحة
تصميم النظارة الخارجي يُشبه نظارات التزلج على الجليد إلى حدٍ بعيد، لكن دعك من المظهر الخارجي -الجيد جدًا بالمناسبة- وألقِ نظرة على الداخل. لديك 12 كاميرا و6 ميكروفونات مُجهزة لتقديم تجربة استثنائية، خاصةً وأن النظارة تعتمد بالكامل على الذكاء الاصطناعي، وتحديدًا جيميناي.
حرصت سامسونج على أن تكون النظارة مريحة للغاية، إذ يقدر وزنها بنحو 545 جرامًا فقط، وهذا أقل بحوالي 200 جرام من بعض المنافسين مثل الـ Meta Quest Pro.
للوصول إلى هذا الوزن، أعادت الشركة الكورية توزيع المكونات الداخلية للنظارة ونقلت البطارية إلى وحدة خارجية منفصلة بحيث تقلل الحمل على الرأس.
كذلك حسنت سامسونج من تصميم الوسادات المحيطة بالوجه، إذ جعلتها توزع الضغط بشكل متوازن، الأمر الذي انعكس بالإيجاب وجعل الكثير من الانطباعات الأولية تُشيد بها وتصفها بأنها أكثر راحة في الاستخدام من منافسين مثل Meta Quest 3. لكن يجب أن نلفت الانتباه إلى أن تقييم جزئية الراحة تحديدًا يتطلب استخدامًا طويل الأمد.
اقرأ أيضًا: آبل تُعيد تعريف الراحة في نظارة Vision Pro بحزام جديد كليًا
مواصفات مُحرجة للمنافسين!
تقدم نظارة Galaxy XR قيمة حقيقية مقابل السعر، سنأتي إلى جزئية السعر هذه لاحقًا، لكن دعونا نتحدث لماذا تُحرج مواصفات هذه النظارة المنافسين.
مبدئيًا، تأتي Galaxy XR مزودة بمعالج Snapdragon XR2+ Gen 2، وهو إصدار مُحسن لشريحة XR2 Gen 2 -المُستخدمة في نظارات Quest من ميتا- ويقدم أداءً أعلى بنسبة 20% في مهام المعالجة المركزية و15% في معالجة الرسوميات (الجرافيكس).
ولهذا لا عجب أن نظارة سامسونج مزودة بعدد أكبر من المستشعرات، والشاشات ذات الدقة العالية، كما تستطيع تشغيل تطبيقات أكثر تطلبًا من الناحية الرسومية.
كما تدعم النظارة ذاكرة وصول عشوائي (رامات) بسعة 16 جيجابايت، وهذا ضعف ما تقدمه أجهزة ميتا، ويوازي مواصفات الـ Apple Vision Pro.
أما على مستوى أنظمة الاستشعار، فالنظارة تضم كاميرتين مخصصتين لميزة الرؤية الخارجية Pass Through، إضافة إلى 6 كاميرات لتتبع الحركة في البيئة المحيطة وحركات اليدين، فضلا عن 4 كاميرات مخصّصة لتتبع حركة العينين وتعابير الوجه.
استخدامات نظارة Galaxy XR
على غرار نظارتي Apple Vision Pro وMeta Quest 3، توفر نظارة سامسونج لمستخدمها تجربةً ترفيهية متكاملة تشمل مكتبة واسعة من محتوى الواقع الافتراضي عبر تطبيقات مثل YouTube.
يمكنك مشاهدة المحتوى والتفاعل معه بزاوية رؤية واسعة جدًا، حسب تفضيلك، وإذا واجهت أي مشكلة أو أردت معرفة تفاصيل إضافية حول ما تشاهده، فيمكنك أن تسأل جيميناي ببساطة وسيجيبك.
كذلك يمكنك أن تُحول الصور ومقاطع الفيديو الشخصية إلى نُسخ ثلاثية الأبعاد 3D، كما يمكنك التجول في أي مكان تريده حول العالم عبر تطبيق Google Maps وخاصية "العرض الاندماجي Immersive View".
من أبرز استخدامات نظارة Galaxy XR أنها تعمل كجهاز للتعرف إلى المحيط، من خلال ميزة Circle to Search، التي تعرض معلومات فورية عن الأشياء بمجرد توجيه النظارة نحوها، ما يوفر تجربة تفاعلية غنية وسلسة للاستكشاف والتعرف إلى البيئة المحيطة.
وإن كنت تريد استخدام الـ Galaxy XR في العمل أو الإنتاجية عمومًا، فلن ترفض النظارة طلبك، خاصة وأنها تُربَط بالحاسوب ولوحة المفاتيح والفأرة لتوفير بيئة عمل متكاملة داخل الواقع الممتد، كما أنها تتيح ترتيب التطبيقات بطريقة مناسبة للغاية وبعيدة كل البعد من التشتت.
ما التطبيقات التي تدعمها نظارات Galaxy XR؟
قد تظن أنها لا تدعم الكثير من التطبيقات بحكم أنها نظارة، وليست حاسوبًا أو هاتفًا مثلا، لكنها في الواقع تدعم معظم تطبيقات Google Play منذ اليوم الأول من الإصدار، وذلك ابتداءً من متصفح كروم ومرورًا بتطبيقات البث مثل نتفليكس. وإذا أردت أن تلعب بعض العناوين مثل Assassin’s Creed وغيرها، فستستطيع أن تفعل ذلك عبر ميزة PC Link التي تربط النظارة بالحاسوب.
أيهما أفضل: Galaxy XR أم Meta Quest 3؟
مميزات Galaxy XR تؤهلها لأن تكون "حاسوبًا محمولا على الرأس"، لكنها ليست الوحيدة التي ينطبق عليها هذا الوصف، كون الـ Vision Pro والـ Quest 3 يملكان ما يؤهلهما لذلك أيضًا. لكن، نظرًا لأن ميتا كانت اللاعب الوحيد تقريبًا في هذا السوق -لفترة ليست بقليلة-، فدعونا نعقد مقارنةً سريعة بين Meta Quest 3 ونظارة سامسونج الجديدة.
من حيث السعر
رُغم أنهما يقدمان تجربة مشابهة، فإن فارق السعر بينهما ليس قليلا على الإطلاق. سعر نظارة سامسونج Galaxy XR يُقدر بنحو 1800 دولار، في حين يبدأ سعر Meta Quest 3 من 500 دولار فقط، أي أن فارق السعر بينهما يساوي 1300 دولارًا، ما يعني أنك تستطيع شراء iPhone 17 Pro (نسخة الـ 512 جيجابايت) ونظارة Quest 3 بسعر Galaxy XR، فهل هناك ما يبرر هذا الفارق؟ دعونا نرى.
اقرأ أيضًا: سعر نظارة Ray-Ban Meta 2 في السعودية.. هل تستحق الشراء؟
من حيث المواصفات العامة
لكي نجاوب على السؤال المطروح أخيرًا، نحتاج أن نُلقي نظرة على المواصفات. بالنسبة لنظارة سامسونج، فتمتاز بشاشتين من نوع micro-OLED بدقة 3552x3840 بيكسل لكل عين، ومعدل تحديث يصل إلى 90 هرتز.
النظارة تعمل بمعالج Snapdragon XR2+ Gen 2 -وقد عرفنا فرق الأداء بينه وبين المُستخدم في نظارة ميتا- كما تحتوي على ذاكرة تخزين بسعة 256 جيجابايت ورامات 16 جيجابايت ووزن 545 جرامًا فقط.
في المقابل، تضم نظارة Meta Quest 3 شاشتين من نوع LCD بدقة 2064x2208 لكل عين ومعدل تحديث يصل إلى 120 هرتز. تعتمد على معالج Snapdragon XR2 Gen 2، وتقدم مجال رؤية أضيق ولا تحتوي على نظام تتبع حركة العين مثل الـ Galaxy XR. ومع ذلك، تقدم هذه النظارة سعةً تخزينية أكبر (512 جيجابايت رام)، لكن ذاكرتها 8 جيجابايت فقط، مع وزن يبلغ 515 جرامًا.
كما تلاحظ، تتميز الـ Galaxy XR بشاشتها الأفضل (من فئة OLED) ودقتها الأعلى، ورغم أن معدل تحديثها أقل (90 مقابل 120 هرتز)، فإن هذا ليس فارقًا كبيرًا، بل في الحقيقة بالكاد يلاحظ. راعِ أيضًا أن النظارة تعمل بمعالج أحدث ورامات مضاعفة، مما يشير إلى أن الأداء الفعلي أفضل بفارقٍ ملحوظ، وإن كنا نحتاج مزيدًا من الوقت والتجربة حتى نحكم.
يمتاز جهاز سامسونج أيضًا بدعم تتبع العين، وهي ميزة أساسية في نظارات الواقع الممتد، في حين تتفوق الـ Quest 3 من ناحية الوزن الأخف وسعة التخزين الأكبر. ومع ذلك، تظل هذه مزايا محدودة مقارنة بما يقدمه المنافس. ومن المهم الإشارة إلى أن Galaxy XR تعمل بنظام Android XR، بينما تعتمد الـ Quest 3 على نظام تشغيل خاص بشركة ميتا، ما يعني أن توافق التطبيقات والألعاب بين الجهازين لن يكون بالضرورة متماثلا.
دعم وحدات التحكم
يدعم كلا الجهازين ميزة تتبع حركة اليدين، ما يعني أن المستخدم لا يحتاج بالضرورة إلى وحدات تحكم، إلا أنها تبقى ضرورية عند تشغيل الألعاب وتجارب الواقع الافتراضي.
كفة Meta Quest 3 تُرجَّح في هذا الجانب، إذ تأتي النظارة مزودة بوحدتي تحكم في العلبة، تحتويان على الأزرار المعتادة، وأنالوج، وتقنيات تتبع للحركة.
أما الـ Galaxy XR، وعلى الرغم من أنها الأغلى، فإنها لا تأتي بوحدات تحكم، يجب عليك شرائها بشكل منفصل، وفوق ذلك سعرها 249 دولار، أي نصف سعر نظارة Meta Quest 3، وهذه علامة استفهام كبيرة!
البطارية
أخيرًا وليس آخرًا، تُقدر سامسونج عمر بطارية نظارتها بحوالي ساعتين من الاستخدام العادي، وساعتين ونصف في حال تشغيل الفيديو، وهذه أرقام ليست سيئة وليست جيدة جدًا أيضًا بالنسبة لأجهزة الواقع الممتد. أما بالنسبة لـ Meta Quest 3، فيقدر عمر بطاريتها بنحو 2.2 ساعة من التشغيل العام، أي أن المسألة هنا متقارنة للغاية.
فمرة أخرى، هل تستحق الـ Galaxy XR هذا الفارق من ناحية الثمن بينها وبين Meta Quest 3؟ الجواب سيعتمد على استخدامك، إن كنت مستخدمًا عاديًا والميزانية أمرٌ مهم بالنسبة لك، فلن يكون من الحكمة أن تشتري نظارة سامسونج الجديدة، أما إن كنت تحتاج أعلى دقة وأداء ممكنين ومميزات مثل تتبع العين، فنظارة Galaxy XR ستكون الخيار الأفضل طبعًا.
في النهاية، لم يتسنَ لنا الوقت الكافي لتجربة نظارة Samsung Galaxy XR، فهي للتو صدرت في الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بسعر 1800 دولار. لا شك أن النظارة قوية أداءً وتصميمًا، لكن قد تعيبها بعض الأشياء البسيطة مثل صِغر سعة التخزين وعدم وجود أداة تحكم، لكن بالمجمل، هي منتجٌ جيد لمحبي نظارات "الواقع الافتراضي" وقد تُشعل المنافسة في السوق بشكل جنوني.
