من زوكربيرغ إلى ماسك.. لماذا يعشق أثرياء التكنولوجيا رياضة الجوجيتسو؟
تتحول رياضة الجوجيتسو البرازيلية من فن قتال تقليدي إلى ظاهرة عصرية بين رجال الأعمال ونجوم التكنولوجيا، من أمثال مارك زوكربيرغ (شركة ميتا)، وإيلون ماسك (تسلا)، ودان شولمان (باي بال)، وأندرو ويلسون (إي إيه للألعاب).
تقوم هذه الرياضة على المواجهة الأرضية والسيطرة على الخصم عبر حركات تعتمد على المهارة أكثر من القوة، ما يجعلها مناسبة لجميع الأعمار والمستويات،ويقول المدرب راي فيليسيانو، الحاصل على الحزام الأسود، الذي يدرب كبار المديرين التنفيذيين في سان فرانسيسكو:«الجوجيتسو هي حلّ للمشكلات في الوقت الحقيقي، فهي تعلمك أن تتكيف بسرعة مع الموقف عندما تفشل خطتك الأولى».
فوائد رياضة الجوجيتسو البرازيلية
يرى الممثل ورائد الأعمال الأمريكي ماريو لوبيز (52 عامًا)، أحد عشاق الجوجيتسو، أن التمارين اليومية في هذه الرياضة «غير قابلة للتفاوض»، ويقول:«الجوجيتسو مذهلة للجسد والعقل معًا، فهي تمنحك القوة والتحمّل والمرونة، وتعلمك الصبر والتواضع والهدوء تحت الضغط»، وبالنسبة له، فإن العودة إلى التدريب في منتصف الأربعينيات كانت نقطة تحول في حياته، حيث نال ميداليات في بطولات رسمية ووصل إلى الحزام البنفسجي بعد سنوات من الممارسة المنتظمة.
اقرأ أيضًا: من الميتافيرس إلى الحلبة.. مارك زوكربيرغ يعيش أجواء القتال الحقيقي
في بيئة تنافسية كعالم التكنولوجيا، وجد كبار الرواد في الجوجيتسو وسيلة مثالية لاختبار قدراتهم الذهنية في مواقف عالية الضغط فهي تُحفّز ما يسمى بـ"الذكاء الجسدي" — أي قدرة الإنسان على التفكير بسرعة أثناء التفاعل الحركي، يقول أحد المدربين:«في الجوجيتسو، الشخص الأصغر حجمًا يمكنه الفوز إذا استخدم الذكاء والخطة المناسبة».
وهذا ما عبّر عنه أندرو ويلسون، الرئيس التنفيذي لشركة إي إيه للألعاب، الذي أصبح حاملًا للحزام الأسود في هذه الرياضة، موضحًا:«أمام شركات عملاقة مثل آبل وغوغل وأمازون، نشعر كأننا أضعف، لكن الجوجيتسو تعلمك ألا تخاف من الخصم الكبير، بل أن تعتمد على التخطيط والتقنية».
ما هو السن المناسب لرياضة الجوجيتسو؟
على الرغم من طبيعتها القتالية، تُعد الجوجيتسو من أكثر الرياضات أمانًا مقارنة بالملاكمة أو الفنون القتالية المختلطة، بفضل نظام «الاستسلام» (Tap Out) الذي يسمح للمتدرب بإنهاء النزال فورًا عبر ضربة خفيفة على الأرض أو على جسد الخصم، مما يمنع الإصابات الخطيرة.
يقول المدرب راشيل بيازا، الحاصلة على الحزام البني في نيويورك:«يمكنك التدريب على الجوجيتسو بأقصى طاقتك دون خوف من إصابات الوجه أو المفاصل. إنها رياضة ذكية وآمنة حتى لمن يعملون في المكاتب طوال اليوم».
الجوجيتسو ليست مجرد رياضة بدنية، بل طقس ذهني للتوازن النفسي في عالم يعج بالمشتتات يقول مارك زوكربيرغ، أحد أبرز المتحمسين لها:«إنها نشاط يتطلب تركيزًا جسديًا وذهنيًا كاملًا، لا يمكنك أن تفكر في أي شيء آخر أثناء القتال، لأن ثانية واحدة من الغفلة قد تجعلك تحت الخصم»، ولهذا، يرى الكثير من رواد الأعمال أن ساعة واحدة على الحلبة تُعتبر ملاذًا للتأمل والهدوء بعيدًا عن الاجتماعات والضغوط اليومية.
رغم التنافس الشديد، تحمل الجوجيتسو قيمًا راسخة من الانضباط والاحترام المتبادل، حيث يبدأ كل نزال وينتهي بانحناءة احترام كما أن المتدربين، مهما كانت مناصبهم، يشاركون في تنظيف القاعة بعد انتهاء الحصة التدريبية، في إشارة إلى المساواة والتواضع داخل هذا المجتمع الصغير تقول المدربة بيازا:«لا يمكنك ممارسة الجوجيتسو بمفردك، إنها رياضة قائمة على الثقة والتعاون. التمرين المكثّف يولّد صداقات حقيقية».
من إيلون ماسك الذي يمزح بأن حركته المفضلة تُدعى "الفظّ" (حين يستلقي دون حراك فوق خصمه)، إلى زوكربيرغ الذي يتعامل مع الجوجيتسو كاختبار للتركيز والقدرة الذهنية، يبدو أن هذه الرياضة أصبحت رمزًا للجيل الجديد من القادة الذين يجمعون بين العقلانية والروح القتالية، في النهاية، يصف أحد المدربين هذا التحول قائلاً:«حين تدخل قاعة التدريب، تزول الألقاب والثروة، ويبدأ الجميع من الصفر. إنها المكان الوحيد الذي يتساوى فيه المدير التنفيذي مع المبتدئ».
