مطالبات بالتخلص من قصر بقيمة 125 مليون دولار.. فما السر؟
بعد تسعة أشهر من حرائق باسيفيك باليساديس الكارثية التي أودت بحياة 31 شخصًا وشردت أكثر من 200 ألف، أعلنت إدارة البناء والسلامة في لوس أنجلوس أن ثمانية عقارات متضررة — من بينها قصر استخدم لتصوير مسلسل “Succession” على شبكة HBO — تم تصنيفها “إزعاجًا عامًا” نتيجة لعدم استكمال أصحابها أعمال التنظيف المطلوبة.
اقرأ أيضا: آدم لالانا يعرض قصره “مولبيري هاوس” للبيع بهذا السعر
القرار الذي أصدره مجلس مفوضي البناء والسلامة في 8 أكتوبر جاء بعد تجاوز المهلة النهائية الممنوحة للمالكين لإزالة الأنقاض الخطيرة.
وقالت المتحدثة باسم الإدارة، جايل غادي، إن هذا التصنيف يمنح السلطات الحق في التدخل الفوري لإزالة المخلفات “حفاظًا على الصحة والسلامة العامة”، مضيفةً أن عملية التنظيف “ليست قابلة للتفاوض”.
أفخم منازل باسيفيك باليساديس
العقار الشهير كان أحد أكثر المنازل فخامة في باسيفيك باليساديس، بمساحة شاسعة تضم 18 غرفة نوم وستة حمامات وفناءً واسعًا ومسبحًا لا متناهيًا. بيع القصر آخر مرة عام 2021 مقابل 83 مليون دولار، ويُقدر حاليًا بـ 125 مليون دولار، بحسب السجلات العامة.
وقد استخدم كموقع تصوير لتركة عائلة “روي” في الموسم الرابع من المسلسل الحائز على جوائز إيمي.
بعد الحريق، تلقى المالك — وهو صندوق استئماني خاص — خيارين: إزالة الحطام عبر مقاول خاص أو الانضمام إلى البرنامج الحكومي المجاني الذي يديره سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي.
إلا أن المالك، وفقًا لممثله جون مانسفيلد، انسحب من البرنامج المجاني خشية أن “يُزيل المقاولون الحكوميون أجزاء يمكن إنقاذها من المبنى”، لافتًا إلى أن المواد المتبقية تقدر بملايين الدولارات.
تكاليف تصليح قصر الخلافة
وأوضح مانسفيلد أن المالك حاول لاحقًا إعادة التسجيل في البرنامج بعد انتهاء الموعد النهائي، ويعتزم الآن التعاقد مع شركة خاصة خلال الأسابيع المقبلة، لكنه ينتظر أموال التأمين من بوليصة “كاليفورنيا فاير” لتغطية تكاليف تصل إلى 600 ألف دولار.
اقرأ أيضا: من سياتل إلى ميامي.. لماذا تخلى بيزوس عن قصره الفخم في واشنطن؟
إلا أن الجيران أبدوا اعتراضهم على التأجيل، إذ قال أحد السكان، ستيفن بارداك، خلال جلسة المجلس: “ثروة المالك لا تبرر معاملة خاصة. الرماد السام لا يزال منتشرًا، وعائلات كثيرة ترفض العودة إلى منازلها خوفًا من التلوث.”
وفي تطور موازٍ، أعلنت الشرطة هذا الشهر القبض على رجل من فلوريدا يُدعى جوناثان ريندركنخت بتهمة إشعال حريق رأس السنة الذي تسبب في الكارثة، ويواجه عقوبة بالسجن تصل إلى 45 عامًا إذا أُدين.
وبينما تستعد سلطات المدينة لبدء إزالة الأنقاض بنفسها إن لم يتجاوب الملاك، يبقى قصر “الخلافة” — الذي تحوّل من رمز للفخامة إلى موقع خطر بيئي — تذكيرًا صارخًا بهشاشة الثروة أمام الكوارث الطبيعية المتزايدة في كاليفورنيا.
