ملياردير السندات بيل غروس يحذر: الذهب لم يعد ملاذًا آمنًا
شهدت أسواق المعادن الثمينة واحدة من أكثر جلساتها دراماتيكية هذا العام، حيث هوى الذهب الفوري بنسبة بلغت 6.3% خلال تداولات أمس الثلاثاء، في أكبر تراجع يومي منذ عام 2013، بينما انزلقت الفضة بنحو 8.7% وجاء هذا التصحيح العنيف بعد أسابيع من الارتفاعات التاريخية التي دفعت الذهب إلى مستويات قياسية، ما أطلق موجة من الأرباح السريعة للمستثمرين قصيري الأجل.
تطورات أسعار الذهب
ويأتي هذا الانخفاض الحاد ليعيد تسليط الضوء على طبيعة التحركات السعرية الأخيرة للذهب، والتي وصفها المستثمر الشهير بيل غروس، الملقّب بـ«ملك السندات»، بأنها باتت تُظهر سمات "أسهم الميم" وأسهم الزخم؛ حيث تتأثر الأسعار بحملات الترويج الاجتماعي والمضاربات أكثر من اعتمادها على الأساسيات الاقتصادية التقليدية.
وفي حديثه لموقع Business Insider، أشار غروس إلى أن الارتفاع القوي في أسعار الذهب خلال الشهرين الماضيين كان «مبالغًا فيه»، مرجحًا أن تكون القمة الأخيرة "وراءنا"، لكنه شدد في الوقت نفسه على أن الصورة ليست قاتمة بالكامل.
وأوضح غروس أن الذهب يظل حساسًا لمستويات الفائدة الحقيقية، مشيرًا إلى أنه في حال تراجعت تكاليف الاقتراض، فإن الأصول عديمة العائد مثل الذهب تصبح أكثر جاذبية مقارنة بالنقد والسندات، كما أشار إلى أن الذهب لا يزال يُستخدم كأداة تحوّط فعّالة في أوقات تصاعد مخاطر التضخم أو تباطؤ الدورة الاقتصادية.
وأضاف أن مشتريات البنوك المركزية الكبيرة، المدفوعة بحالة "عدم اليقين السياسي" واحتدام التوترات الجيوسياسية والحروب التجارية، شكّلت دعمًا قويًا للطلب على الذهب خلال عام 2025.
مستقبل أسعار الذهب
على الصعيد التكتيكي، يرى غروس أن الذهب قد يصمد بشكل أفضل من الأسهم في الأسابيع المقبلة، خصوصًا إذا جاء موسم أرباح الشركات دون التوقعات، وبدأت السوق الصاعدة في وول ستريت بفقدان بعض زخمها، لكنه في المقابل يعتبر أن فترة التهدئة الحالية قد توفّر فرصة دخول أفضل للمستثمرين الذين فاتتهم الموجة السابقة أو الراغبين في إعادة التمركز بأقل مخاطرة.
ويُحذر غروس من الانجراف وراء "الخوف من فوات الفرصة" ، مشددًا على أن الزخم يعمل في الاتجاهين، تمامًا كما أظهرت جلسة الثلاثاء.
وينصح بأسلوب استثماري أكثر انضباطًا، مثل توزيع المراكز على دفعات واستخدام فترات التصحيح لخفض متوسط التكلفة بدلًا من مطاردة القمم السعرية.
اقرأ أيضا:لهذا السبب تقاعد الملياردير بيل جروس بعد اعتلائه عرش السندات 4 عقود
كما أشار إلى أن مستقبل الذهب سيظل رهينًا بثلاثة محاور رئيسية: الزخم، السياسات النقدية، وتوجهات أسعار الفائدة.
وعلى صعيد سوق الدخل الثابت، يلفت غروس إلى أن عوائد سندات الخزانة الأمريكية بدأت تسعّر بالفعل احتمال هبوط سعر الفائدة الفيدرالية إلى نحو 3% في المرحلة المقبلة، ما يعني أن أي تحركات إضافية ستتطلب محفزات قوية، سواء عبر بيانات اقتصادية ضعيفة أو موسم أرباح سلبي بشكل ملحوظ.
واختتم غروس بالقول: "الذهب ليس خطًا مستقيمًا نحو الأعلى، بل هو أصل تحوّط يتأرجح بين سرديات الاقتصاد تعتبر تضخم مقابل انكماش، ركود مقابل هبوط ناعم، ودولار قوي مقابل ضعيف لذا، فإن الحذر والانضباط يظلان أفضل نهج في التعامل مع هذا الأصل المتقلّب".
