راشفورد يقود برشلونة للتألق الأوروبي.. وأرقامه تُذهل جماهير الكامب نو
بعد أعوام من الجدل والإخفاقات مع مانشستر يونايتد، يعيش ماركوس راشفورد فصلاً جديدًا من مسيرته الكروية داخل صفوف برشلونة، حيث استعاد تألقه المفقود وأعاد التذكير بموهبته الكبيرة التي لطالما آمن بها الجميع.
انتقاله إلى النادي الكتالوني هذا الصيف كان بمثابة نقطة تحول حقيقية، إذ وجد اللاعب الإنجليزي، البالغ من العمر 27 عامًا، بيئة مختلفة ساعدته على التحرر من الضغوط التي لازمته في إنجلترا، وأعادته إلى مستواه المذهل الذي عرفه الجمهور منذ بداياته مع يونايتد.
راشفورد الذي بزغ نجمه في أولى مبارياته مع "الشياطين الحمر" حين سجل هدفين متتاليين، لم يتمكن في السنوات الأخيرة من الحفاظ على استقراره الفني أو النفسي، وسط انتقادات متكررة لسلوكه خارج الملعب. إلا أن الانتقال إلى برشلونة أتاح له بداية جديدة، حيث وجد نفسه من جديد لاعبًا مؤثرًا وابتسامته عادت إلى وجهه — تمامًا كما كانت في البدايات.
أرقام راشفورد في الكامب نو
منذ انضمامه إلى برشلونة، خاض راشفورد 12 مباراة، سجل خلالها 5 أهداف وقدم 6 تمريرات حاسمة، بمعدل 1.24 مساهمة تهديفية لكل 90 دقيقة — وهو معدل مذهل يضعه في صدارة لاعبي الفريق من حيث الإنتاجية الهجومية. كما يتصدر قائمة هدافي النادي هذا الموسم برصيد 11 هدفًا في جميع المسابقات، متفوقًا على الشاب لامين يامال (8 أهداف) وفيران توريس (6 أهداف).

وفي الفوز العريض بنتيجة 6-1 على أولمبياكوس في دوري أبطال أوروبا، لفت راشفورد الأنظار مجددًا بتسجيله هدفين حاسمين، في ليلة شهدت اعتماد المدرب هانسي فليك على سبعة لاعبين من أكاديمية "لا ماسيا"، مما أبرز التناغم بين الخبرة والشباب داخل الفريق.
أرقام راشفورد في برشلونة مقابل مانشستر يونايتد
الفارق الإحصائي بين فترتي راشفورد في إنجلترا وإسبانيا واضح للغاية. ففي 426 مباراة مع مانشستر يونايتد، بلغ متوسطه 0.68 هدفًا لكل 90 دقيقة، بينما قفز معدله في برشلونة إلى 1.24 هدفًا لكل 90 دقيقة — أي أكثر من الضعف.
اقرأ أيضا: هل وجد راشفورد بيئته المثالية في برشلونة بعد معاناة أولد ترافورد؟
هذه القفزة اللافتة في الأداء جعلت خيار برشلونة بشراء اللاعب بشكل دائم مقابل 30 مليون يورو يبدو صفقة رابحة بكل المقاييس، خصوصًا وأن اللاعب لم يبلغ بعد قمة نضجه الكروي.
يرى متابعون أن التألق السريع لراشفورد في برشلونة لا يرتبط فقط بالجانب التكتيكي، بل أيضًا بالتحرر النفسي والإبداعي، إذ منحه فليك حرية أكبر في التحرك الهجومي، سواء كمهاجم صريح أو جناح متقدم.
ويبدو أن هذه الحرية كانت كفيلة بإعادة اكتشاف لاعب لطالما امتلك الإمكانيات، لكنه احتاج فقط إلى البيئة المناسبة لإظهارها. وإذا واصل على هذا النسق، فقد يتحول راشفورد إلى أحد أبرز صفقات الموسم في أوروبا، وربما إلى قائد الجيل الجديد في برشلونة.
