هل تمنحنا الحيوانات الأليفة راحة أم ضغوطًا؟ العلم يجيب
أظهرت دراسة علمية حديثة أن امتلاك الحيوانات الأليفة ليس بالضرورة سببًا مباشرًا للسعادة أو لتحسين الصحة النفسية كما يعتقد كثيرون.
فبينما تشير بعض الأبحاث السابقة إلى أن تربية الحيوانات تقلل التوتر وتمنح أصحابها شعورًا بالطمأنينة، تكشف نتائج جديدة أن هذه الفوائد ليست عامة، بل تعتمد على عوامل متعددة مثل نوع الحيوان وجودة العلاقة بين المالك وحيوانه الأليف.
تأثير الحيوانات الأليفة نفسيًا
الدراسة التي أجريت خلال جائحة كوفيد-19، شملت مجموعة من الأفراد الذين يمتلكون حيوانات أليفة وآخرين لا يمتلكونها، وهدفت إلى قياس مؤشرات الرفاه النفسي خلال تلك الفترة الصعبة.
وجاءت النتائج مفاجئة: إذ أبلغ أصحاب الحيوانات الأليفة عن مستويات أقل من الرفاه النفسي مقارنة بغيرهم، إلى جانب شعور أكبر بالوحدة، بخاصة لدى النساء والعائلات التي لديها أطفال.
كما لاحظ الباحثون أن أصحاب الكلاب تحديدًا سجّلوا مؤشرات أعلى من السعادة مقارنة بمالكي الحيوانات الأخرى، وهو ما يشير إلى أن نوع الحيوان يلعب دورًا محوريًا في التأثير النفسي على صاحبه.
اقرأ أيضا: دراسة: تربية الحيوانات الأليفة يقلل من تدهور المخ لدى كبار السن
وأوضح الباحثون أن العلاقة بين الإنسان وحيوانه الأليف لا يمكن اختزالها في جانب إيجابي فقط، إذ يمكن أن تكون تجربة مرهقة عاطفيًا في بعض الحالات، خصوصًا مع متطلبات الرعاية اليومية والتكاليف المالية أو التعامل مع مرض الحيوان أو فقدانه.
وتشير الدراسة إلى أن جودة العلاقة بين المالك وحيوانه الأليف هي العامل الأهم في تحديد الأثر النفسي.
فالأشخاص الذين يتمتعون بعلاقة متوازنة قائمة على التفاهم والرعاية المتبادلة يشعرون عادة بطمأنينة وسعادة أكبر، بينما أولئك الذين يعانون من ارتباط مفرط أو قلق انفصالي تجاه حيواناتهم يميلون إلى مستويات أعلى من التوتر والاكتئاب.
ويرى الباحثون أن إدراك الإنسان لمشاعر حيوانه وقدرته على فهم احتياجاته يعززان منافع العلاقة، في حين أن التوقعات غير الواقعية أو المعاملة المبالغ فيها تجعل التجربة مرهقة للطرفين.
ويخلص معدّو الدراسة إلى أن تربية الحيوانات الأليفة يمكن أن تكون تجربة إيجابية وثرية، لكنها ليست علاجًا نفسيًا جاهزًا، بل مسؤولية تتطلب وعيًا ووقتًا وموارد، كما أن أثرها النفسي يعتمد بالدرجة الأولى على النوعية لا الكمية في العلاقة.
