هل نحن على وشك سماع نبض الكون؟ اكتشاف ياباني يثير الحماس العلمي
في خطوة مثيرة نحو فهم أعمق لكوننا، اكتشف فريق من العلماء من جامعة هيروساكي اليابانية مؤشرات على وجود موجات جاذبية فائقة البطء، قد تحمل "نبضات" أو أنماطًا ناتجة عن تداخل موجات جاذبية صادرة عن ثقوب سوداء فائقة الكتلة.
هذا الاكتشاف يفتح المجال أمام العلماء لتحديد المصدر الحقيقي لهذه الاهتزازات الدقيقة في الزمكان.
كيف تم رصد "نبض كوني"؟
اعتمد العلماء في دراستهم على النجوم النابضة (Pulsars)، وهي نجوم نيوترونية تدور بسرعة هائلة وتصدر نبضات راديوية منتظمة تشبه إيقاع الساعة الكونية.
ويتم رصد هذه النبضات باستخدام التلسكوبات الراديوية على الأرض، حيث تساعد في دراسة خصائص النجوم النابضة نفسها وتستخدم لاختبار بنية الكون وسلوكه.
اقرأ أيضًا: ناسا تبتكر طريقة جديدة لبناء منازل على القمر باستخدام تقنيات الزجاج القمري
يحدث انحراف طفيف في توقيت هذه النبضات عندما تؤثر موجات جاذبية غير مرئية على الزمكان بين النجم النابض والأرض، مما يسمح للعلماء بمراقبة هذا التغيير في توقيت النبضات عبر عدة نجوم نابضة في نفس المنطقة السماوية.
أسباب حدوث النبض الكوني؟
في عام 2023، اكتشفت فرق بحثية دولية دليلاً قويًا على وجود موجات جاذبية بترددات "نانو هرتز"، تمتد دوراتها على مدى أشهر أو سنوات، ورغم أن هذه النتائج موثوقة إحصائيًا، إلا أنها لم تصل إلى المستوى المطلوب لتأكيد الاكتشاف بشكل رسمي، ومع ذلك، يعتبر العلماء أن المجتمع العلمي بات قريبًا من رصد أول اكتشاف مؤكد لموجات الجاذبية البطيئة.
ويقول البروفيسور هيديكي أسادا، رئيس الفريق البحثي، إن الموجات يمكن أن تكون ناتجة عن أحد مصدرين محتملين:
- الأول هو التضخم الكوني الذي وقع في المراحل الأولى من الكون.
- الثاني هو الثقوب السوداء فائقة الكتلة الناتجة عن اندماج المجرات.
ولتحديد مصدر هذه الموجات، يقترح أسادا وزميله شون ياماموتو استخدام ظاهرة "النبضات المتداخلة"، التي تحدث عندما تتداخل موجات بترددين قريبين، ما يخلق نمطًا مميزًا في توقيت النبضات.
نُشرت نتائج الدراسة في مجلة "علم الكونيات وفيزياء الجسيمات الفلكية"، ويأمل العلماء أن تسهم التحليلات المستقبلية في تأكيد الاكتشاف خلال السنوات المقبلة.
