كيف تحول واحد من أجمل شواطئ العالم إلى أسوأ تجارب السياحة؟
تحوّل شاطئ إيلافونيسي (Elafonisi ) الواقع في جنوب غرب جزيرة كريت اليونانية، من ملاذ طبيعي هادئ إلى وجهة سياحية مكتظة، بعد أن تصدّر قائمة "أفضل الشواطئ في العالم" ضمن جوائز "اختيار المسافرين" من منصة TripAdvisor، التي تعتمد على ملايين التقييمات والمراجعات من الزوار حول العالم.
تغيير شاطئ إيلافونيسي
يتميّز الشاطئ برماله الوردية الفريدة، الناتجة عن تحلل أصداف كائنات دقيقة، ومياهه الفيروزية الضحلة التي تجذب العائلات والسباحين من جميع الأعمار. كما يمكن للزوار عبور ممر رملي ضحل للوصول إلى جزيرة إيلافونيسي
لكن هذه الشهرة العالمية جلبت معها تحديات بيئية وسياحية، إذ بات الشاطئ يعاني من ازدحام خانق خلال موسم الذروة، وارتفاع في الأسعار، وفرض رسوم غير متوقعة على مواقف السيارات والخدمات الأساسية. كما اشتكى الزوار من تراجع لون الرمال الوردية، وغياب دورات المياه المجانية، وتكرار عمليات تفتيش إيصالات كراسي الاستلقاء.
اقرأ أيضًا: مأساة على شاطئ سيدني.. قرش يقتل رجلًا على الشاطئ (فيديو)
العديد من السياح عبّروا عن خيبة أملهم عبر منصات التواصل، واصفين التجربة بأنها "مخيبة للآمال" و"لا تستحق عناء السفر"، فيما شبّه البعض الشاطئ بـ"ديزني لاند"، بسبب الحشود الهائلة، ومحال بيع التذكارات، والحافلات السياحية المتدفقة.
السكان المحليون بدورهم أعربوا عن استيائهم من التحوّل الذي طرأ على الشاطئ، مؤكدين أنهم توقفوا عن زيارته بسبب الأسعار المرتفعة، التي وصلت إلى 30 يورو للكراسي ، و5 يورو لزجاجة ماء.
ويُعد الشاطئ جزءًا من برنامج Natura 2000 الأوروبي لحماية الطبيعة، ويضم بحيرة ضحلة تُعد موطنًا للسلاحف البحرية النادرة، ويُمنع جمع الرمال الوردية منها حفاظًا على النظام البيئي.
الخبراء يحذرون من أن شاطئ إيلافونيسي قد يصبح مثالًا حيًا على كيف يمكن للسياحة المفرطة أن تدمّر ما جاءت للاحتفاء به، ما يطرح تساؤلات حول مستقبل الوجهات الطبيعية في عصر الشهرة الرقمية.
