دراسة أوروبية تحذر: نحل العسل البري على حافة الانقراض
كشفت دراسة جديدة أجراها باحثون في منظمة مراقبة نحل العسل (HBW) الأوروبية، بالتعاون مع العديد من الجامعات في أوروبا، أبرزها معهد براغانكا للبوليتكنيك بالبرتغال، عن حالة نحل العسل البري في أوروبا، حيث تم تصنيفه رسميًا كمهدد بالانقراض ضمن آخر تحديث للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN).
هذه الدراسة، التي جاءت بعد جهود بحثية مكثفة، تشير إلى أن مستعمرات نحل العسل التي تعيش في البرية تتناقص بشكل كبير في مختلف أنحاء أوروبا، ويعود ذلك إلى عدة عوامل تهدد استدامتها.
حالة نحل العسل في أوروبا
بدأت الدراسة في إطار مبادرة "مراقبة نحل العسل" التي أُطلقت في 2020، والتي تجمع بيانات من مختلف الباحثين في أنحاء أوروبا، وقد شارك في هذه الدراسة فريق مكون من 14 عالمًا وخبيرًا، بهدف إعادة تقييم حالة نحل العسل البري بناءً على بيانات جديدة.
وتُعد هذه المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف نحل العسل البري كنوع مهدد داخل الاتحاد الأوروبي، حيث تم تحديث حالته إلى "مهدد بالانقراض"، بعد أن كان سابقًا يُصنف كـ"ناقص بيانات" لعدم توفر معلومات كافية.
اقرأ أيضأ: بعد وفاة رجل أعمال هندي.. كيف يمكن لقرصة نحلة أن تقتل إنسانًا؟
تشير الدراسة إلى أن العوامل الرئيسية التي تسهم في تهديد نحل العسل البري تشمل فقدان الموائل، بسبب التوسع العمراني والزراعي، بالإضافة إلى الطفيليات الغازية، مثل "فرط تربية النحل" والأمراض المختلفة التي تؤثر على الصحة العامة للنحل.
كما يُعتقد أن التهجين بين نحل العسل البري والمُدار قد يؤثر أيضًا على صحة المستعمرات البرية، مما يجعلها أقل قدرة على البقاء والاستمرار في بيئاتها الطبيعية.

مخاطر تهدد نحل العسل
تعد أوروبا البقعة الأقل كثافة لمستعمرات نحل العسل البرية مقارنةً ببقية العالم، حيث يفوق عدد الخلايا المدارة (التي تحت إشراف البشر) عدد المستعمرات البرية بشكل كبير.
ومع ذلك، فإن الأدلة تشير إلى تدهور واضح في أعداد النحل البري بسبب تهديدات عدة، مثل تدهور البيئة الطبيعية التي يعيش فيها، ما جعل من الضروري اتخاذ تدابير لحمايته.
وحماية نحل العسل البري لا تمثل أهمية بيئية فقط، بل أيضًا ضرورية لأمننا الغذائي والاقتصادي، حيث يعتمد إنتاج العديد من المحاصيل على التلقيح الذي يقوم به نحل العسل، ومن ثم يتطلب الحفاظ على هذا النوع اتخاذ إجراءات فورية لحماية موائله، ومكافحة الطفيليات، وتخفيف تهديدات التهجين مع النحل المدَار.
