من أميركا إلى الصين: ترتيب أكبر الدول تعدينًا للبيتكوين في 2024
كشف تقرير صندوق النقد الدولي الصادر حول العملات الرقمية لعام 2024 عن تغييرات عميقة في خريطة تعدين البيتكوين حول العالم، إذ أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية اللاعب الأول في هذا القطاع، مستحوذة على 37.8% من إجمالي قوة التعدين العالمية.
وجاءت الصين في المرتبة الثانية بنسبة 21.1%، فيما حلت روسيا ثالثًا بنسبة 7.6%، وتلتها كازاخستان بنسبة 6.4%، ثم كندا في المركز الخامس بنسبة 4.3%.
وتشير هذه الأرقام إلى تحوّل مركز الثقل في التعدين من آسيا إلى أمريكا الشمالية، في ظل تزايد استثمارات الشركات الأميركية في البنية التحتية للطاقة والتقنيات المخصصة لدعم العمليات الرقمية.
تاريخ صعود البيتكوين عالميًا
انطلقت رحلة البيتكوين عام 2009 من دون أي قيمة سوقية تُذكر، ولم تنجح في بداياتها في جذب اهتمام المؤسسات المالية الكبرى، لتواجه بعدها موجات من الحظر بين عامي 2013 و2017 في دول عدة، من بينها الصين والهند وعدد من الدول الأوروبية، بسبب المخاوف من المضاربات الحادة والتأثير المحتمل على استقرار الأنظمة النقدية.
وشكّل هذا الرفض المبكر نقطة انعطاف في مسار العملة الرقمية، إذ ساهم تزايد اهتمام المستثمرين الأفراد وتطور تقنيات التعدين في تمهيد الطريق أمام توسعها العالمي.
وشهد عام 2020 دخولًا قويًا للمؤسسات الاستثمارية إلى السوق، بعد أن أعلنت شركات كبرى مثل MicroStrategy وGrayscale Investments استثمارها في العملة الرقمية، ما عزز الثقة بها ورفع الطلب العالمي عليها.
ووصلت العملة في عام 2024 إلى مرحلة جديدة من الاعتراف المؤسسي، عقب إدراجها ضمن قوائم الأصول المالية في عدد من البنوك المركزية والصناديق السيادية، مثلما حدث في السلفادور، لتتحول من مشروع لامركزي محدود الانتشار إلى أصل مالي استراتيجي يدخل في صميم السياسات الاقتصادية للدول.
اقرأ أيضا: هبوط سعر البيتكوين إلى هذا المستوى بعد قرارات ترامب الجديدة
يؤكد التقرير أن توسع نشاط التعدين في الولايات المتحدة ودول أخرى يعكس مرحلة جديدة في مسار البيتكوين، عنوانها الاعتراف الرسمي والتوسع المؤسسي.
ويرى محللون أن هذه التحولات قد تدفع بمزيد من الحكومات إلى دراسة إدماج العملات الرقمية ضمن محافظها الاستثمارية خلال الأعوام المقبلة.
