دراسة تربط الاعتلال النفسي بكراهية الحيوانات.. ما العلاقة؟
كشفت دراسة نفسية حديثة أجراها باحثون من جامعة بلغراد في صربيا عن وجود علاقة مباشرة بين كراهية الحيوانات وسمات الشخصية المظلمة، وهي مجموعة من الصفات النفسية تشمل النرجسية، الميكافيلية، الاعتلال النفسي، والسادية.
ووفقًا للنتائج، فإن الأشخاص الذين يظهرون علامات على الاعتلال النفسي أو السادية، مثل الاندفاع، الكذب المتكرر، غالبًا ما يعتقدون أن الحيوانات أقل قيمة من البشر، وقد يميلون إلى إذلالها أو إيذائها.
الباحثون وصفوا هذه الفئة بعبارة "العقول المظلمة لا تحب الحيوانات"، مشيرين إلى أن العنف تجاه الحيوانات قد يرتبط بالعنف الأسري وحتى بالقتل، مما يجعل مراقبة هذه السلوكيات أمرًا مهمًا في التقييم النفسي للأطفال والبالغين.
اقرأ أيضًا: أديداس توسع مجموعة الحيوانات الأليفة مع إصدارات خريفية أنيقة وعملية (صور)
الشخصية المظلمة وتأثيرها على الأنظمة الاجتماعية
الدراسة تناولت أيضًا مفهوم "التمييز النوعي" أو "Speciesism"، وهو الاعتقاد بأن البشر يجب أن يُعاملوا كمخلوقات متفوقة أخلاقيًا على الحيوانات. هذا التفكير يؤدي إلى تجاهل قدرة الحيوانات على الشعور بالألم، ويبرر استغلالها في الغذاء والملبس والتجارب العلمية.
الباحثون وجدوا أن الاعتلال النفسي والسادية يرتبطان بانخفاض الرغبة في مساعدة الحيوانات، بينما أظهرت الميكافيلية ارتباطًا طفيفًا بتفضيل النظام الغذائي القائم على اللحوم. أما النرجسية، فلم تلعب دورًا كبيرًا في هذا السياق.
في دراسة ثانية شملت 234 مشاركًا، تبين أن من يسجلون درجات عالية في الاعتلال النفسي يميلون إلى الإيمان بالهرميات الاجتماعية، مما يعكس شعورهم بالتفوق على الحيوانات.
اقرأ أيضًا: إكسسوارات الحيوانات من بنتلي تجمع بين الفخامة والحماية العملية
التعاطف والشخصية المظلمة
أظهرت الدراسة أن التعاطف، بما يشمله من فهم الآخرين والرغبة في مساعدتهم، يرتبط بانخفاض التمييز النوعي، ويُعد مؤشرًا قويًا على المواقف الإيجابية تجاه الحيوانات. الباحثون أكدوا أن السمات المميزة للشخصية المظلمة، مثل البرود العاطفي والأنانية والشعور بالاستحقاق، تترافق مع انخفاض التعاطف والاهتمام بالآخرين، سواء كانوا بشرًا أو حيوانات.
هذه النتائج تفتح الباب أمام فهم أعمق للعلاقة بين السمات النفسية والسلوكيات الاجتماعية، وتُبرز أهمية التربية على التعاطف والرحمة منذ سن مبكر.
